اكتشف ليلى مراد.. أسرار من حياة المنتج توجو مزراحى
يعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون لدينا منتجين لديهم الحث الفني والقدرة علي الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.
إنتاج الفيلم السينمائي باعتباره منتجًا فنيًا وصناعيًا، يتطلب درجات من المعرفة والحرفية، لذلك فإن شركات الإنتاج تأخذ بعين الاعتبار انتقاء كتاب السيناريو والمخرجين المبدعين الذين لديهم مهارة خاصة في مجال تخصصهم، ونجد بطل العمل هو المنتج وربما المخرج والمؤلف في بعض الأحيان، الأمر الذي يتطلب مهارة فنية من نوع خاص.
كما نجد أيضًا الفنان يتحول إلى منتج دون أن يشارك في بطولة العمل أو مخرج قرر أن ينتج بعض الأعمال سواء من إخراجه أو لا، سنرصد أهم منتجين السينما المصرية، ومن أبرزهم الفنان"يوسف وهبي-أنور وجدي– توجو مزراحي– حسين صدقي –رمسيس نجيب – ماجدة – مديحة يسري"، وغيرهم من المنتجين.
أكد المؤرخ الفني محمد شوقي لـ«الدستور» على أهمية دور هؤلاء المنتجين، وقال عن المنتج توجو مزراحي: «توجو مزراحي يهودي مصري من الإسكندرية، وكان أول مخرج يلقب "مخرج شباك" في تاريخ السينما، وكانت أفلامه تحقق نجاحًا باهرًا في الثلاثينات والأربعينات، وهو مخرج أفلام علي الكسار "سلفني 3 جنيه 1939، علي بابا الأربعين حرامي 1942، نور الدين و البحارة التلاتة" 1944، ومخرج فيلم "سلامة" للسيدة أم كلثوم سنة 1945، والذي حقق نجاحًا غير مسبوق، وهو آخر أفلامه».
و أكد «شوقي»، أن توجو مزراحي هو من قدم الفنانة و المطربة ليلي مراد وجعل منها نجمه شباك أولى وليس الفنان أنور وجدي كما أذاع من قبل، وكان ثاني ظهور للفنانة ليلى مراد هو فيلم "ليله ممطرة سنه 1938"، أمام يوسف وهبي، وإستيفان روستي، وتوجت من خلال هذا الفيلم نجمة أولى، وتوالت الأفلام بعد ذلك بينهم "ليلي في الظلام 1944، ليلي بنت الريف1941، ليلي بنت مدارس1941، وكان الإخراج و السيناريو و الإنتاج لتوجو مزراحي من خلال شركه "الأفلام المصرية" للإنتاج الفني.
و أشار «شوقي» إلى إنتاج توجو مزراحي للفنان يوسف وهبي من خلال فيلم "الطريق المستقيم" 1943، وشاركته البطولة الفنانة فاطمه رشدي، كما أنتج فيلم" الساعة 7" 1937، و"عثمان وعلي" عام 1938، و "الباشمقاول"عام 1940.
توجو مزراحي يعتبر من أهم صناع السينما، كما أنه من الرعيل الأول في صناعتها بعدما جذبه هذا الفن الساحر لينتج ويخرج ويمثل ويقوم بعمل مونتاج وتصوير وكل ما يخص فن صناعة السينما، و سيذكر التاريخ أن توجو مزراحي فنان وطني رفض أن يهاجر إلى إسرائيل ولكنه سافر إلى إحدى الدول الأوربية بعد حرب 1948.