بعد 16 عامًا من التعاون مع القاهرة.. أنجيلا ميركل تستعد للتقاعد
على العكس من بعض قادة الدول الغربية في التعاطي مع التطورات السياسية التي شهدتها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستعد لتوديع منصبها الأسبوع المقبل، الأكثر تعاونا مع مصر والأكثر حرصا على تقوية العلاقات التي تربط البلدين، في مجالات متعددة.
ويصوت الناخبون في ألمانيا الأحد المقبل، لاختيار أعضاء البرلمان أو ما يعرف بـ«البوندستاج»، وستتيح هذه الانتخابات تعيين خلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي شغلت منصب المستشارة الألمانية لأربع ولايات متتالية.
شراكة مثمرة
وفي 27 أغسطس الماضي، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي خالص التقدير والشكر للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على تعاونها وجهودها خلال توليها المسئولية مما أحدث تحولاً نوعيًا في الشراكة بين مصر وألمانيا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، متمنيًا لها خالص التوفيق والسداد في كافة خطواتها ومشروعاتها المستقبلية، بحسب بيان للسفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وأكدت «ميركل» في مناسبات عديدة، تقديرها لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسي، والدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في حفظ الأمن والسلم الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تقدير لدور القاهرة
وفي مايو الماضي، تلقى «السيسي» اتصالاً هاتفياً عبر تقنية الفيديو كونفرانس من «ميركل»، أكدت خلاله اعتزاز بلادها بروابط الصداقة التي تجمعها مع مصر، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والحرص على التشاور والتنسيق المستمر مع الرئيس فيما يخص مختلف التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
«ميركل» شددت أيضا خلال هذه الاتصال، التزام بلادها بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات، ودعم جهود مصر التنموية من خلال خبرات الشركات الألمانية وزيادة الاستثمارات.
واعتادت المستشارة الألمانية الإشادة بالدور المصري في دعم استقرار المنطقة، وآخرها، نجاح الجهود المصرية في مايو في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار متبادل بين حماس وإسرائيل.
توافق الرؤى
وتتوافق رؤية «ميركل» مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول ضرورة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، حيث استضافت في العاصمة الألمانية برلين مؤتمرا لبحث وقف إطلاق النار والتسوية السياسية خلال الحرب التي اندلعت في 2019 بين شرق ليبيا وغربها.
3 زيارات
وخلال توليها حكم ألمانيا، زارت «ميركل» مصر 3 مرات، حيث زارتها عامي 2007 و2009، خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
وفي مارس 2017، زارت «ميركل» القاهرة والتقت الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بحثا التعاون المشترك وأزمة اللاجئين، والتقت خلال تلك الزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وأعلنت المستشارة الألمانية دعم برنامج مصر الاقتصادي بـ250 مليون دولار، في تلك الزيارة، على أن تتبعها بمبلغ مماثل في 2018.
وتعد «ألمانيا ميركل» من أكبر الشركاء الاقتصاديين لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو ٥ مليارات يورو، فيما بلغ حجم الاستثمارات الألمانية في مصر نحو 7.1 مليار دولار.