احتضنت اللاجئين ولقبت بـ «أم ألمانيا»...
أنجيلا ميركل.. أقوى امرأة فى العالم تودع الحكم بعد 16 عامًا من القيادة
اعتادت أنجيلا دوروتيا كاسنر، ابنة القس اللوثري الألماني المنحدرة من أصل بولندي، النظر إلى جدار برلين الذي يفصل ألمانيا الشرقية (حيث تقيم) عن ألمانيا الغربية، بحسرة، قبل أن تمر السنون وتحكم ألمانيا الاتحادية كأول امرأة في تاريخها.
ودخلت أنجيلا ميركل، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين.
ولدت «ميركل» عام 1954، في هامبورغ، بألمانيا الغربية، ولديها اثنان من الأشقاء أصغر منها، شقيقها ماركوس كاسنر وهو فيزيائي، وشقيقتها إيرين كاسنر وهي معالجة مهنية، ثم انتقلت مع أسرتها بعد ذلك لألمانيا الشرقية.
ووصلت إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، لتصبح عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية.
ويصوت الناخبون في ألمانيا الأحد المقبل، لاختيار أعضاء البرلمان أو ما يعرف بـ«البوندستاج». وستتيح هذه الانتخابات تعيين خلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي شغلت منصب المستشارة الألمانية لأربع ولايات متتالية.
محترمة على نطاق واسع
وفي تقرير لها، قالت شبكة «CNN» الأمريكية، إن من الصعب أن نتخيل ذلك اليوم، مع استعدادات المستشارة الألمانية المحترمة على نطاق واسع للتنحي بعد أكثر من 15 عامًا في هذا المنصب الرفيع. فبعد عقدين من الزمان، عززت مكانتها بصفتها سيدة دولة مسنّة، قادت أمتها خلال سلسلة من الأزمات التي يحتمل أن تكون مدمرة.
وذكرت الشبكة، أن «ميركل» سميت أقوى امرأة في العالم عدة مرات، ولعبت أيضًا دورًا مهمًا على الساحة الدولية، حيث ساعدت في إدارة الأزمة المالية العالمية، وأزمة اللاجئين، والحرب في أوكرانيا.
أم ألمانيا
أطلق عليها الإعلام العديد من الألقاب منها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي. ويطلق عليها الألمان لقب «الأم» بحسب «إندبندنت عربية»
وصنّفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظرًا لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.
إنسانية «ميركل»
وفاجأت المستشارة الألمانية العالم عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط عام 2015.
وواجهت معارضة كبيرة في بلادها بعد دخول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا، وتراجعت شعبيتها في الانتخابات، لكنها تمسكت بموقفها من اللاجئين، وكان يتوقع أن تفوز بجائزة نوبل للسلام.
ونقلت شبكة «CNN» الأمريكية، عن «بولمان»، كاتب سيرة حياة ميركل، قوله: إن العالم سيفتقد بشدة القيادة الثابتة لميركل.