كنيسة الروم الملكيين: للمعمدان مركزاً خاصاً ودوراً هاماً في سرّ فداء البشر
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر، برئاسة الأنبا جورج بكر، اليوم الخميس، بحلول عيد الحبل بالنبيّ الكريم السابق المجيد يوحنّا المعمدان.
وتقول الكنيسة: "أن للمعمدان مركزاً خاصّاً ودوراً هامّاً في سرّ فداء البشر. فهو سابق المخلّص، الآتي بروح ايليّا وقوتّه، ليشير إلى حمل الله الرافع خطيئة العالم، ويعدّ القلوب للنور المتدفق من شمس العدل المسيح الإله، بمعمودية التوبة. فالحبل به، اذن هو فجر الخلاص، الطالع على البشرية الغارقة في ظلمات الخطيئة".
وتكتفي كنيسة الروم الملكيين خلال احتفالات اليوم، بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله عدة قراءات كنسية مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية، وإنجيل القدّيس لوقا.
بينما تقتبس العظة من العظة 40 للقدّيس غريغوريوس بالاماس، وهو راهب وأسقف ولاهوتي عاش في الفترة 1296 – 1359.
وتقول العظة: "إن حياة من هو "الأعظم بين مواليد النساء" هي أعجوبة العجائب. إضافةً الى سيرة حياة يوحنا بكاملها، والّذي هو نبيّ من قبل ولادته لا بل الأعظم بين الأنبياء، نجد أيضاً أن كل ما جرى قبل ولادته وبعد موته يفوق جميع المعجزات. فعلاً، إن تنبّؤات الأنبياء الملهمين من الله تصِفه ليس كإنسان فقط بل كملاك، كسراج متلألئ، كنجمة الصبح وهي تشّع النور الإلهي- لأنه سبق شمس العدل- وكصوت كلمة الله بالذات. والحال هذه، ما هو الأقرب من كلمة الله ... إلاّ صوت الله؟".
وتضيف: "حين اقترب وقت الحبل به، لم يأتِ إنسان ليبشّر بولادته إنّما نزل ملاك من السماء ليضع حدًّا لعُقم زكريا وإليصابات... تنبّأ الملاك أن ولادة هذا الطفل ستكون سبب فرح عظيم، لأنها ستبشّر بخلاص البشر أجمعين: "سيَكونُ عَظيمًا عَند الرَّبّ، ولَن يَشرَبَ خَمرًا ولا مُسكِرًا، ويَمتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُس وهوَ في بَطْنِ أُمِّه، ويَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم. وَيتقَدَّم، وَعين الله عَليه، وفيهِ رُوحُ إيليَّا وَقُوَّتُه". فِعلاً، أن يوحنّا سوف يكون بتولاً مثل ايليّا خاصةً لأنّه سيكون السابق لابن الله، إذ أنه قد قيل عنه: "سيَسير أمام الربّ".
وتكمل: "كان يعيش للربّ وحده، ويصغي للربّ وحده، ويجد فرحه في الله. إذًا كان يعيش في مكان منعزل، كما قال عنه الإنجيل: "أَقامَ في البَراري إِلى يَومِ ظُهورِ أَمرِه لإِسرائيل".
وكما أنّ الرّب في تلك الأيام، مدفوعًا بحبّه الفائق لنا قد نزل من السماء لأجلنا نحن الذين كُنَّا جميعًا خطأة، كذلك في ذلك الزمن ذاته قد خرج يوحنا من الصحراء لأجلنا كي يُساهم في إنجاز مشروع هذا الحبّ. لأنّه، خدمةً لإله المحبّة الّذي أظهر تواضعًا فائق الوصف تجاه بني البشر الذين كانوا غارقين في هاوية الشرّ، كان يجب أن يوجد رجل ذات فضيلة لا تُضاهى كما لدى يوحنا.