هل أثقلت أزمات لبنان قلب «قيثارة السماء» ماجدة الرومي؟
"بعد انفجار مرفأ بيروت كان صوتى لم يخرج من فمى حتى فى الكلام العادى، ولكنى استنهضت كل قوتى وطاقتى، فكان لا بد أن أقف من جديد، فأنا لست أفضل من شباب لبنان الذى نزل الشوارع بعد الانفجار".. بهذه الكلمات علقت ساحرة القلوب ماجدة الرومي، في المرة الأولى التي تغني بها في القاهرة، على أحداث لبنان الدامية التي فجرها أحداث مرفأ بيروت.
قيثارة السماء التي سقطت هما ووجعا وإرهاقا خلال افتتاحها مهرجان الجرش للثقافة والفنون، لم يكن مستغربا أن يؤلمها قلبها بسبب ما تمر به من حزن على "بيروتها".
استطاعت ماجدة أن تصبح صوت لبنان النابض بالحرية والرافض للأوضاع السياسية في بلادها، منذ سنوات بعيدة، فكانت كلماتها التي أحيت بها ذكرى اغتيال الصحفي اللبناني جبران تويني، الذي تم استهدافه عام 2005، خلال اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحية المكلس شرق بيروت، عالقة في أذهان الشعوب العربية واللبنانية.
عبرت ملاك الطرب العربي في الذكرى الثانية لاغتيال تويني، قائلة: "كم قلب بعد لازم ينكسر؟ كم بيت بعد لازم يخسر ويخرب؟ كم لبناني بعد لازم ينام على الهمّ ويقوم على الغم؟ كم شب وصبية لازم يفلو لتجتمعو وتتفقو وتقررو تنهو هالوضع المأسوي يللي نحن فيه وهالانقسام المرعب.
كيف فينا ننقسم لدرجة لاقي ناس يقولولي اوعِك تروحي تصلي بجناز بيار (الجميل)، اوعا تروحي تحكي بذكرى جبران بيفكروكي ضد التانيين. مين التانيين؟ مين الاولين؟ مش كلكن لبنانيي؟"، أسئلة المطربة الكبيرة والإنسانية العظيمة، استلمت اجابتها بعد ثلاثة عشر من طرحها، تحديدا في الرابع من أغسطس عام 2020 مع انفجار المرفأ الكارثي، وكان الجواب شديد القسوة "لازال الكثير من "قلوب اللبنانيي بدها تنكسر"، ويبدو من حادث سقوطها انه قلب "الست ماجدة" تحديدا ما بقى في يحتمل".
ماجدة الرومي، مضت طريقها الفني جامعة بين السياسة وهمومها مما أثقل من حمل قلبها، إذ أن صوت لبنان الأصيل بدأت مشوار حياتها بمشاركة في فيلم عودة الابن الضال، وكانت مشاركة أولى وأخيرة في السينما، وهو ما أثار تساؤلات الكثير حول سبب قبولها التمثيل، إذا كانت لن تتخذه مجال في دربها الساطع، ولكن الحقيقة ان مشاركة الشابة ماجدة الرومي حينها، في الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1976، يعود إلى الطابع الملحمي لـ"عودة الابن الضال" الذي جمع خلاله المخرج الراحل يوسف شاهين بين الأوضاع في مصر من ناحية، والحرب الأهلية اللبنانية من ناحية أخرى، في محاكاة خيالية فريدة من نوعها.
وفي عام الـ2015، ولم تكن لبنان بدأت بعد تسير نحو خطوات ثورة أكتوبر 2019، ولكن بدأت تتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، حينها تنبأت ماجدة الرومي وحذرت سياسيي لبنان من الأوضاع القادمة، وقالت:" لبنان كرضيع تخترق السكاكين جسده".
وفي ندوة صحفية على هامش مشاركتها في مهرجان "موازين" بالرباط، أضافت القيثارة:" ترائى لي لبنان كذاك الرضيع الصغير الذِي تخترقه السكاكين في كلِ جزء من جسمه فلا تكفيه وردة الفن التي قد أهديها إليه."
وبعد أحداث مرفأ بيروت طلت علينا فراشة بيروت من قلب القاهرة، وتحديدا قصر القبة العتيق، وعبرت عن ألمها خلال لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي، قائلة: "نحاول عبور جسر الموت لطاقة الحب، فـ لبنان بالفعل حزين، وإذا قلتى لأحد من شعب لبنان صباح الخير يبكى، ولكنه شعب لديه إرادته شعب يستحق أن يعيش ولدىّ إيمان بأن دولة لبنان ستستعيد عافيتها"، والسيدة ماجدة الرومي هي صورة تجسد لبنان ربما خسرت بعض من عافيتها بسبب قلبها الذي كبله الهموم ولكن سرعان ما استردت عافيتها بطاقة الحب التي منحها لها الجماهير، كما عبرت في اول تصريح لها بعد استرداد صحتها.