ناشط إثيوبي يدين انتهاكات النظام في تيجراي: «استراتيجية ممنهجة لتجويع السكان»
أعرب جبر سيلاسي أرايا، ناشط إثيوبي- سويدي يعيش في مدينة مالمو السويدية، عن قلقه بشأن تفاقم الأوضاع في تيجراي بإثيوبيا وعدم قدرته على الاطمئنان على عائلته بسبب الحصار الفعلي الذي تفرضه الحكومة وقطعها كل وسائل وخدمات الاتصالات عن الإقليم بشكل كامل، مؤكدًا أن "ما يحدث في تيجراي لا يمكن وصفه غير كونه إبادة جماعية واستراتيجية ممنهجة لتجويع السكان والقضاء عليهم بشكل كامل".
وأشار في حوار له مع مجلة "OmVärlden" السويدية الرائدة في القضايا العالمية، إلى أن الحكومة الإثيوبية تمارس أبشع أنواع الاضطهاد والتمييز العرقي ضد أبناء عرقية تيجراي، حيث يتعرضون بشكل متزايد للاعتقالات التعسفية الواسعة والاختفاء القسري في العاصمة أديس أبابا وأجزاء أخرى من البلاد، مضيفًا "النظام يرى تيجراي على أنها عشب ضار يجب القضاء عليه".
وتابع "آخر شيء سمعته من عائلتي في تيجراي كانت مكالمة هاتفية قصيرة مع والدتي في أبريل الماضي، بعدها انقطع اتصال الإقليم بالعالم الخارجي، تم حظر شحنات المساعدات، وتعطلت شبكات الإنترنت والهاتف، وأغلقت البنوك".
واستكمل حديثه "لا يمكننا حتى إرسال الأموال، لا يوجد طعام هناك وأتساءل كيف يعيش الناس هكذا؟ الحرب مستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر وليس لدي أي فكرة عما إذا كان أقاربي على قيد الحياة أم لا".
واستطرد "أشعر بعجز شديد لا يمكن تصورها! نُهبت القرى ودُمرت الأراضي الزراعية، وتعرضت النساء للاغتصاب أمام أطفالهن! لا يمكن تفسير ذلك إلا كونه طريقة ممنهجة ومدروسة لإبادة التيجرايين.. لقتل الأسماك ، يجب عليك أولاً إفراغ النهر من الماء".
وأوضحت المجلة السويدية أنه أصبح هناك العديد من التقارير والشهادات عن سوء المعاملة والاغتصاب والاضطهاد المنهجي وأعمال العنف المروعة ضد أبناء وأتباع عرقية التيجراي.
ونقلت المجلة عن ديفيد لارسون جبري-ميدهين، الحاصل على درجة الدكتوراه في أبحاث السلام والصراع في كلية الدفاع الوطني السويدية، قوله "تحولت التناقضات السياسية بين القيادة في المناطق المختلفة إلى صراع عرقي كبير، في حين تشعر العديد من المجموعات العرقية مثل أورومو وأمهرة بالتهميش والتمييز العرقي".
وأضاف ميدهين إنه منذ أن بدأت الحرب في أواخر العام الماضي، كان هناك دعم شعبي وراء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، نظرا لأن الأمر يتعلق بالنسبة لها بالحفاظ على الشعب والمنطقة، متوقعا أن تستغرق الخلافات العرقية العميقة التي نشأت مؤخرا في إثيوبيا وقتًا أطول لتتعافى.