البابا تواضروس عن علاقة الكنيسة بالأزهر: طيبة جدًا ونتعاون فى مجالات متعددة
قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن علاقة المؤسسة الدينية المسيحية بنظيرتها الإسلامية علاقة طيبة جدًّا، ولدينا مؤسسة بيت العائلة، وسنحتفل بمرور عشر سنوات على إنشائها، وستكون هناك مقابلة مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وسيحضر معنا احتفالية بهذه المناسبة، ونحن نتعاون مع الأزهر في المجالات الثقافية، الاجتماعية، والعلاقة بين الأزهر والكنيسة طيبة بصفة عامة، ونتقابل في المناسبات الوطنية والاجتماعية، حتى في المناسبات الدينية نتبادل الزيارات وتكون جلسات مفرحة، نتبادل فيها التهاني والفرحة ويكون الوطن في قلوبنا.
الكنيسة لها دور في تربية الشباب وعودة الوعي
وأضاف بطريرك الأقباط الأرثوذكس، في تصريحات صحفية: "إن الكنيسة لها دور في تربية الشباب وعودة الوعي، ونحن نعمل على أكثر من مستوى، ولدينا اهتمام كبير بالشباب، ففي الكنيسة اجتماعات أسبوعية ولقاءات، وفي فترات الدروس الروحية والأنشطة الاجتماعية، وأسقفية الخدمات تقوم بتعضيد التدريب المهني، وقد وقّعت بروتوكولًا للتعاون مع وزارة القوى العاملة يتم من خلاله تقديم قروض المشروعات الصغيرة، وهي متاحة لكل المصريين، وقمنا بعمل جلسة مؤخرًا مع أكثر المشروعات الصغيرة التي حققت نجاحات".
وتابع البابا تواضروس: "ونحن ننظم لقاءات بين شباب المخترعين ورجال الأعمال تحت عنوان «اشرح مشروعك وفكرتك»، ونقوم بتوصيلهم ببعض، مثلًا شاب صنع من إطارات السيارات المستعملة حائطًا إسمنتيًّا عازلًا للصوت والحرارة خفيف الوزن، وذلك بعد تقطيع هذه الإطارات إلى قطع صغيرة وخلطها بالأسمنت بنسب معينة، الشاب عرض مشروعه أمام رجال الأعمال وتبنوه وفي طريقه للتصنيع، ومثال آخر، شاب صيدلي فكر في استخلاص الزيوت الطيارة من النباتات العطرية، وهذا العمل يحتاج لوقت طويل وأكثر من ماكينة، استطاع عمل ماكينة للاستخلاص في 12 ساعة، وتبنى رجل أعمال مشروعه وبدأ ينتج، هكذا نشجع الشباب».
وعن دور المؤسسات الدينية في تهذيب أخلاق الشباب، قال: «الحمل ليس على المؤسسات الدينية فقط، الإنسان منذ ولادته يمر على خمس مؤسسات تسهم في تكوينه وتخريجه، أولها الأسرة، المؤسسة التعليمية، الأصدقاء وأسميهم المؤسسة الاجتماعية، المؤسسة الإعلامية، والمؤسسة الدينية، وقبل كل هذا الأسرة أولًا لأنه لو ضبط حالها فإنها ستخرج «ناس زي الفل»، لكن الأسرة المفككة تخرج «ناس تعبانة»، ولدينا آية تقول: «اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ» (سفر الأمثال 27 : 7)، وعندما تقوم الأسرة بدورها في التربية والتهذيب في إشباع أولادها فإنهم يدوسون العسل والإغراءات، وهل تظن أن قادة الإرهاب نشأوا في أسر سوية؟، الذى خرج الفكر الإرهابى جاء من أسرة مفككة، إذن فالأسرة هي «مربط الفرس» ونقطة البداية».
وأضاف: «وأقول ذلك لأنه إن ضبطت أحوال الأسرة جيدًا، فإنها ستخرج أطفالًا «زي الفل»، أيضًا الأسرة ذات عدد الأطفال الكبير لا يتلقى أعضاؤها الرعاية والتربية الواجبة، فعندما تكون أسرة ذات طفلين يتلقون الرعاية جيدًا، والطفل الثالث لا يحظى بنفس الرعاية، والأم التي تنجب مرتين، في المرة الثالثة تضعف صحتها».