فرنسا تسلم مصر 546 ألفًا و400 جرعة لقاح أسترازينيكا
أعلنت سفارة فرنسا بالقاهرة عن تسلم مصر 546 ألفًا و400 جرعة من لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19، مقدمة كمنحة من الحكومة الفرنسية عبر مرفق "كوفاكس" والصندوق الإفريقي لاقتناء اللقاحات.
ونقلت السفارة في بيان صحفي اليوم الأحد، عن فرنسوا ليجيه القائم باْعمال سفير فرنسا بالقاهرة، قوله إن فرنسا والاتحاد الإفريقي، من خلال هذه المنحة، يعربان عن تضامنهما مع مصر في هذه الأوقات.
وأضاف: "فنحن نقف جنبًا إلى جنب مع الشعب المصري، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد جائحة كوفيد-19، من خلال دعم جهود التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان، ويتماشى هذا الدعم مع التعاون المستمر والناجح القائم بين فرنسا ومصر على مختلف الأصعدة".
وأوضح أنه انطلاقًا من روح الشراكة الاستراتيجية والصداقة الوطيدة التي تربط بين فرنسا ومصر، فإن فرنسا تدعم الحكومة المصرية وتساند الشعب المصري في مكافحة جائحة كوفيد-19 والتداعيات الناجمة عنها.
وأشارت السفارة الفرنسية إلى أن هذه اللقاحات الإضافية سوف تدعم وزارة الصحة والسكان في توسيع نطاق التغطية والوصول إلى المزيد من الأشخاص من الفئات ذات الأولوية، بمن فيهم كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة.
وأضافت أنه بينما يمثل استمرار وصول لقاحات كوفيد-19 عن طريق مرفق كوفاكس أمرًا مشجعًا، غير أن تلقيح الفئات ذات الأولوية كافة سوف يستغرق بعض الوقت، ولذا فإنه من الضروري أن نستمر في الالتزام بالتدابير الوقائية الرامية إلى الحد من انتقال الفيروس، وهي ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات)، وغسل اليدين بانتظام، وممارسة التباعد الجسدي.
ولفتت إلى أن الحكومة المصرية تتخذ تدابير مشددة للحد من انتشار فيروس كورونا، من بينها تسريع وتيرة عملية تلقيح مواطنيها، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة والفئات الأكثر ضعفًا، مشيرة إلى أنه بوصول هذه الدفعة من اللقاحات والمقدمة من الحكومة الفرنسية تكون مصر قد تلقت ما يزيد عن 5 ملايين جرعة من لقاحات كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس، وهي المنظومة التي يتشارك في قيادتها كل من منظمة الصحة العالمية، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة "سي. إي. بي. أي"، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي"، ويونيسف باعتبارها شريكًا منفذًا رئيسيًا.
من جانبه قال الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للتوعية والتواصل المجتمعي والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم استقبال تلك الشحنة على دفعتين وصلت إحداهما أمس الأول الجمعة والأخرى أمس السبت بمطار القاهرة الدولي.
وأكد أن الدولة المصرية لا تدخر جهدًا في توفير اللقاحات للمواطنين بالمجان، بما يسهم في الحفاظ على مكتسبات الدولة للتصدي للجائحة، مشيرًا إلى أن الشحنة التي تم استقبالها من لقاح "أسترازينيكا" سوف يتم توزيعها على مراكز التطعيم البالغ عددها 781 مركزًا موزعين على مستوى محافظات الجمهورية.
من ناحيتها قالت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، إن التعاون بين الأمم والشعوب لم يعد ترفًا بل صار ضرورة من أجل وضع حد لجائحة كوفيد-19.
وأثنت باسم الصحة العالمية على المساهمة السخية التي قدمتها فرنسا لزيادة عدد الأشخاص الذين يتم تلقيحهم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مصر "لأنه كلما طال أمد عدم المساواة في الحصول على اللقاح، زاد انتشار الفيروس وتحوره، وزادت احتمالات ظهور المزيد من السلالات المتحورة التي تجعل اللقاحات أقل فعالية ".
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تناشد البلدان التي تمتلك اللقاحات رفع مستوى دعمها للبلدان الأخرى وتكثيفه في إطار بادرة تضامنية وعمل ينطوي على الالتزام والتآزر، لأنه لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع في أمان، مشددة على أن هدفنا العالمي، بصفتنا منظمة الصحة العالمية، يتلخص في دعم جميع البلدان لتلقيح ما لا يقل عن 40% من سكانها بحلول نهاية هذا العام، و70% من سكان العالم بحلول منتصف العام المقبل".
وفي السياق ذاته قال جيرمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر: إن المنظمة ترحب بالمنح الخاصة بلقاحات كوفيد-19 المقدمة من الحكومة الفرنسية عبر آلية توزيع اللقاحات كوفاكس، والتي تتيح للبلدان التي تتمتع بمستويات جيدة من توافر اللقاحات تقاسم جرعات اللقاح مع البلدان الأخرى من أجل المساعدة في حماية السكان الأكثر عرضة لخطر الإصابة على مستوى العالم.
وأضاف "أن الوصول العادل للقاحات كوفيد-19 يمثل أوضح سبل الخروج لنا جميعًا بما في ذلك الأطفال من نفق هذا الوبا، معتبرا أن هذه المنح تعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه لأنه لا يوجد أحد في مأمن حتى نكون جميعًا آمنين".
من جانبه صرح الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، بأن قيادة فرنسا في التبرع بالجرعات قضية الوصول العادل ستساعد في إنهاء المرحلة الحادة للوباء.
كما رحب بنك التصدير والاستيراد الإفريقي بالشراكة القوية التي أظهرتها فرنسا من خلال مبادرة تقاسم الجرعة هذه مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.