«مغازلة الإخوان» و«منح أنصاف الكتاب العضوية».. خطة «عبدالهادي» للاحتفاظ برئاسة اتحاد كتاب مصر
اعتبر الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فتحي توفيق، يوم 29 أغسطس الماضي، لصالح الجمعية العمومية لاتحاد كتاب مصر «القشة التي قصمت ظهر البعير»، من وجهة نظر كتاب وأدباء ومثقفي مصر، حيث ألزم الحكم اللجنة المؤقتة لإدارة نقابة اتحاد كتاب مصر بإجراء انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وتشكيل لجنة لإجراء الانتخابات، وهو ما يعد الحدث الأهم والمفرح للكتاب.
والمتابع لأحداث اتحاد الكتاب على مدار الفترة الماضية، يعلم أن «علاء عبد الهادي» كان يتوقع أنه في يوم من الأيام سيتم الإطاحة به، سواء بحكم قضائي، أو بانقلاب الجمعية العمومية عليه، نظرًا لأزماته المتعددة التي أحدثها باتحاد الكتاب، بداية من توليه المنصب حتى الآن، ودخوله في معارك عدة مع أعضاء مجلس الإدارة الذين أجبر العديد منهم على تقديم استقالاتهم وبلغ عددهم قرابة الـ 19، وبدأ «عبد الهادي» في إعداد خطة للحفاظ على الكرسي مرة أخرى، في الانتخابات الجديدة التي ستجرى.
وكان من المفترض في تلك الحالة، إجراء انتخابات جديدة بالاتحاد، إلا أن علاء عبد الهادي فضل تصعيد أعضاء غيرهم كانوا قد حصلوا على أصوات أقل في انتخابات التجديد النصفي عام 2015، وذلك كخطة لاستمراره في المنصب وهم: «إيهاب الورداني 160 صوتًا/ رقم 16، عطيات أبو العنيين 148 صوتًا/ رقم 22، سلوى بكر 147 صوتًا/ رقم 23، محمود قنديل 147 صوتًا/ رقم 24، عمارة إبراهيم 131 صوتًا/ رقم 28، نوال مهنى 129 صوتًا/ رقم 30، ناصر دويدار 113 صوتًا/ رقم 34، أشرف عامر 109 أصوات/ رقم 35، محمد أبودومة 105 أصوات/ رقم 38، مختار عيسى 102 صوت/ رقم 39، الجميلي أحمد شحاتة 95 صوتًا/ رقم 44، سامح على الجزار 93 صوتًا/ رقم 45، ثريا عبد البديع 91 صوتًا/ رقم 47، محمد الشحات 91 صوتًا/ رقم 48، إبراهيم محمد يعقوب 82 صوتًا/ رقم 51، السيد حسن 80 صوتًا/ رقم 52، فاروق عبد الله 80 صوتًا/ رقم 53، أشرف الخطيب 79 صوتًا/ رقم 54، عبد الناصر الجوهري 79 صوتًا/ رقم 55».
واستكمل «عبد الهادي» خطته في تحويل كل معارضيه، أو أي عضو يكتب على صفحته الشخصية على «فيس بوك» وخاصة المرشحين، رأيه في وضع اتحاد الكتاب وأزماته ومخالفته، للتحقيق، حيث أحال كل من: «حسين القباحي، حنان شاهين، عبد الحافط بخيت، عبد الناصر العطيفي، عصام عبد المنعم، هبة عبد الوهاب، علاء عيسي، عفاف الصاوي، انتصار عبد الَمنعم، سعيد شحاتة» إلى التحقيق.
ولم يكتف «عبد الهادي» بإحالة الأعضاء للتحقيق، بل أحال ’خرين إلى اللجنة التأديبية دون تحقيق ومنهم: «أحمد سويلم، أحمد عبد الرازق أبو العلا، محمد حسن العون، دينا السيد لطفي، سعيد حجاح، أشرف أبو جليل، سمير درويش، سامح محجوب، ابراهيم خطاب، طارق السيد خاطر».
وتطور الأمر أكثر من ذلك، واستخدم سلطته منفردًا، دون مراجعة مجلس الإدارة، وقام بشطب وتجميد عضوية بعض معارضية أيضًا ومنهم: «حامد أبو أحمد، جمال العسكري، حزين عمر، محمد ثابت».
كذلك منح «عبد الهادي» العديد ممن يطلقون على أنفسهم كتاب وأدباء من خلال لجنة القيد، عضوية الاتحاد وبلغ عددهم منذ عام ٢٠١٦ حتى الآن ٦٠٠ عضو، لجمع أصوات انتخابية جديدة يستخدمها كورقة ضغط على الجمعية العمومية سواء في الانتخابات أو أي أحداث خاصة بالاتحاد، وكان من بين هؤلاء أنصاف كتاب فمنهم سارق لأشعار الشاعر الكبير نزار قباني، والذي نسب قصائده لنفسه في ديوان يحمل اسم «حروف من حب»، وهي واقعة معروفة أثارت الجدل في الشهور الماضية.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية، في محاربة الفكر الإخواني، والتطرفي، إلا أن «عبد الهادي»، منح القطب الإخواني المعروف «حلمي القاعود» جائزة اتحاد الكتاب للتميز الأدبي عن مجمل أعماله، مما اعتبره أدباء مصر، مغازلة للإخوان للوقوف في صف «عبد الهادي» ضد معارضيه في إدارة الاتحاد.
وشكل «عبد الهادي» أيضًا، ما يسمى باللجنة الاستشارية في الاتحاد، والتي تضم حاشيته بالمخالفة للقانون، وذلك لاستخدامها بديلا عن مجلس الإدارة، وصرف لهم بدلات انتقال، ومكافآت الحضور، من ميزانية الاتحاد الخاصة بالمعاشات، والعلاج، بعدما فك وديعة الشيخ سلطان القاسمي وتبلغ قيمتها 20 مليون جنيه؛ كانت مودعة في أحد البنوك للإنفاق من عائدها على مشروع العلاج.
واستقطب «عبد الهادي» بعض الكتاب من محافظات مصر المختلفة، لتكريمهم في الاتحاد حتى يضمن أصواتهم له، في الانتخابات، والوقوف معه ضد معارضية، الذين لجوء إلى القضاء للفصل بينه وبينهم في إجراء انتخابات التجديد النصفي لمجلس إدارة الاتحاد.