في ذكرى رحيل «الجلاد».. محطات في حياة الناقد الألماني مارسيل رانيسكي
تمر اليوم الذكرى الثامنة لرحيل أحد أبرز نقاد الأدب الألماني "مارسيل رايس رانيسكي" والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 18 سبتمبر من عام 2013.
تشير سيرة الناقد الأهم والأبرز في المشهد الثقافي الألماني مارسيل رايس رانيسكي " أو كما يلقبه روائي ألمانيا بـ "الجلاد" إلى أنه عام 1920 في بولندا، قبل أن ينتقل رفقة عائلته للعيش في ألمانيا وهو في سن التاسعة حيث اكتشف حبه للأدب والشعر. وأثناء الحكم النازي تمّ طرده إلى بولندا مرة أخرى بسبب أصوله اليهودية، فزجّ به في معسكر الاعتقال النازي المعروف باسم فارشاو الذي عمل فيه مترجما.
واستطاع عام 1943 الهرب رفقة زوجته، فيما قضى جميع أفراد أسرته على يد النازيين. وعن معاناته وملاحقة النازيين له ولأفراد عائلته، ألّف مارسيل رايش رانيسكي كتابا حمل عنوان "قصة حياة".
وصل حضور رانيسكي في المشهد الإبداعي إلى أقصى حد حتى تحول إلى أن يكون محور رئيس في أعمال روائية ألمانية من بينها " تعاليم القديس فكتور" لبيتر هاندكه، "مذكرات حلزن " جونتر جراس، وأبرزها رواية "موت ناقد " لمارتين فالسر والتى تعد أكثر الروايات إثارة للسجال في تاريخ الأدب الألماني، ليس لكون كاتبها انتقد بعنف الناقد مارسيل رانيسكي، بقدر ما انتقد دوره كرمز لبيئة ثقافية فاسدة.
من إحدى أبرز مقولات راينسكي حول الكتب يقول "على الرغم من الصفحات المميزة الألمانية وفن الكتابة على الدعاية المغلوطة ، للأسف يجب على المرء أن يقول: "كانت غالبية الكتب سيئة ولا تزال سيئة." وصف راينكسي بالجلاد الأدبي إلى جوار بابا الأدب الالماني ولكلاهما ينم على سطوة وقوه وتمكن رينسكي من ادواته النقدية أنه يكتب وينقد أعمال اكثر الأسماء شهرة وسطوه وجماهيرية داخل المانيا وخارجها، وهذا ما حدث مع روايه " حقل واسع" لجونتر جراس والتى لاقت من رانيسكي بأسلوب جارح وعنيف في مقال نشره في مجلة «دير شبيغل».
من أبرز كتب رانيسكي : "النقد كمهنة"، و"محامو الأدب"، و"القاع المزدوج"، و"أدب الخطوات الصغيرة: الكتّاب الألمان اليوم"، و"توماس مان وعائلته"، و"الأدب الألماني في الغرب والشرق"، و"سبعة رواد من القرن العشرين"، "عش أولاً ثم العب. حول الأدب البولندي"، و"حكايتي. من يوهان غوته إلى اليوم".