«القارئ الأول في عهد السادات».. الشيخ محمود خليل الحصري من القمة إلى أزمات صاخبة
اقترب الشيخ محمود خليل الحصري من القمة السياسية، كان يدعى في المناسبات الوطنية والقومية والإسلامية، ورافق الرئيس جمال عبد الناصر في بعض رحلاته أو سبقه إلى البلدان التي قرر زيارتها ليقرأ هناك، وفي عهد الرئيس محمد أنور السادات وصل إلى ما يشبه أن يكون القارئ الأول للرئاسة، وخاصة بعد أن صار شيخا لعموم المقارئ المصرية.
كان لا يطبع مصحف في أية مطبعة إلا بعد أن يضع الشيخ محمود خليل الحصري ختمه عليه، ولكن السنوات الأخيرة في حياته وفي حياة الرئيس محمد أنور السادات شهدت أزمات كبيرة أثرت عليه إلى حد كبير بسبب ابنته "أفراح" التي صارت اسمها "ياسمين الخيام". حسب جريدة " القاهرة" 2002.
كانت ياسمين الخيام موظفة محجبة في مجلس الشعب، تخلت عن الحجاب، ووقفت على المسرح لتغني، فاستغل البعض الفرصة لاستثمار هذا التحول الذي أغضب البعض عن الآخر، مما أثار بعض القلائل على المستوى الأسري الخاص بالشيخ "الحصري" وابنته، فقد شنت إحدى المجلات الإسلامية هجوما عنيفا على الشيخ بسبب ما نشر حول تحول ابنته التي كانت تحفظ القرآن الكريم وتتلوه بأداء مجود إلى الغناء، وأن كانت قد اعتزلت بعد وفاة والدها، وقد أثر هذا التحول عليه صحيا، فعاد من المملكة العربية السعودية عام 1980 معتل الصحة ولم يبق فيها طويلا حتى فارق الحياة في الرابع والعشرين من نوفمبر من العام نفسه، بعد أن أدى صلاة العشاء.
يذكر أن الشيخ محمود خليل الحصري، التحق بالمعهد الديني في طنطا فدرس المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية وتوقف عن الدراسة ليستوعب القراءات العشر حفظا وأداء، وقد أهله ذلك للالتحاق بالإذاعة المصرية، حيث كانت أول قراءة له على الهواء مباشرة في 17 نوفمبر 1944، وعمل "الحصري" مؤذنا وقارئا للسورة وشيخا للقراء ومشرفا على المقارئ في الغربية.