«أنا ذئب كان».. رواية جديدة تستعيد الواقعية السحرية وتحتفي بالمكان
"أنا ذئب كان" العمل الروائي السردي الأحدث للكاتب الروائي والسيناريست محمد رفيع، والذي قدم عبره ملحمته وأسطورته الشخصية، وعلى حد قوله "استغرق كتابته للرواية ما يقرب من السبعة سنوات، كتبتها بدمي وأرهقتني وإلى الآن متخوف من أن ذلك الإرهاق ينتقل إلى القراء".
وتمثل الغرائبية والجو المشحون بالألغاز فى رواية “أنا الذئب كان” بداية من العنوان الذى يبدو غير مألوفا وكأنه طائر يغرد خارج السرب تأتى رواية محمد ربيع لتأثرنا بعوالمها المتداخلة والشعرية الواضحة فى السرد لتتأتى لنا لغة بهية فريدة تجبرنا على أن نبحر عبر شواطئها البالغة الروعة فالغردقة هى موقع الحدث وكما تشدنا الغردقة ببهائها تتحالف معها رواية محمد رفيع مخلفة عالم عال من الدهشة والمتعة ترتاد عتبات الرواية تجعلنا نغلق الباب خلفنا لنسترد أنفاسنا وراء العدو خلف أبطال الرواية.
تأتي رواية "أنا ذئب كان" والصادرة عن دار بتانة للنشر والتوزيع في 300 صفحة من القطع المتوسط، وقد تتبدى غرابة الرواية في أنه يمكن للقارئ الناقد أن يقفز من تصنيف إلى آخر، ويكون طول الوقت على صواب، فمن يشير إلى وضعها ضمن إطار روايات البحر، وهناك من يؤكد على أنها رواية الواقعية السحرية ، وهناك من يمكن ان يشير بانها كتابة خارج الكتابة، لايمكن وضعها تحت اطار تصنيف نقدي بعينه .
"أنا ذئب كان" رواية تمزج بين الأسطورة والواقع فلا تعرف أيهما أسطورة أو واقع، تطرح عبر صفحاتها قضايا شائكة ورئيسية، حول العوالم الخفية "عالم الجينيات " إلى جانب استعادة فكرة الاستنساخ والتحول .
تأتي الرواية عبر ثلاثة فصول رئيسية، الفصل الأول يحمل عنوان "كان" ويتضمن 22 بابا، والفصل الثاني يأتي بعنوان "كان" ويحمل 10 أبواب، ويأتي الفصل الأخير تحت عنوان مان هي الذئب ويتضمن بابا واحد يختتم به الرواية.
يذهب محمد رفيع عبر روايته لاستعادة مدينة "الغردقة" واحياء لذاكرة المكان والتى تتسع وبدلا من ان يقف عند الغردقة يوصلنا عبر روايته إلى جزيرة سومطرة ومنها إلى جوادر آخر الحدود البحرية العربية .
رغم كل ما تشغله الرواية من أسطورة وخيال إلا أن محمد رفيع لم يتخلى ابدا عن التوثيق والإشارة الى مصادرة ، وهذا ماذهب اليه في حديثه عن "خرافة " رجل من قبيلة عذرة اختطفه الجن ، أتى ذكره في حديث خرافة الذي رواه أحمد في المسند . فى صفحة 137 يدور الحديث بين حجاج وسلمى .. قال حجاج : ماتقولين إلا خرافة، فلن يعود ولدك ، بل تريدين أن تدبل البنت وهي منتظرة وهمك .
قالت: نعم ما أقوله مثل خرفة تعرف مين خرافة ؟ هادر رجل ذو عقل رزين سرقته الجن من أهله ، ولما عاد أليهم حكى كل ماشاف ".
يسرب رفيع معرفته الرفيعة والواسعة في مختلف المجالات عبر روايته "أنا ذئب كان"، ولا يمكن أن تصف لغة الرواية إلا بكونها لغة المجاز، يسرب فيها أشواقه للشعر فجاءت رواية عابر للكتابة وللتصنيف.
يذكر أن محمد رفيع كاتب سيناريو وروائي حاصل على جائزة مؤسسة ساويرس الأدبية لأحسن مجموعة قصصية، فرع الشباب 2012 وهي مجموعة "أبهة الماء"، ووصلت مجموعته القصصية "عسل النون" إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى الكويتية عام 2016.