ماذا بعد لقاء الملك عبدالله الثاني مع الأمين العام للأمم المتحدة..؟
عندما ينبه الملك عبدالله الثاني، إلى خطر قادم ما، معروف محدد، هنا تكمن طبيعة وندرة شخصية الملك الهاشمي الحريص على حماية القدس واوقاف ها وحياة أهلها، مثلما ذات الحرص الملكي على عمان او اي مدينة أخرى، لأن ذلك هو ميراث الوصاية الهاشمية، يعلي شأنها الملك، وهو يؤكد، بفكر ووعي أممي أهمية دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تحريك عملية السلام.
.. وفي تحريك عملية السلام، تحريك مختلف الرؤية، بما في ذلك دلالات المواقف العربية - الدولية لعودة المفاوضات العربية الإسرائيلية، والإسرائيلية الفلسطينية، سعيا للاستقرار وعودة الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.
عاشت المنطقة قبيل اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تشاركي ولقاءات بهدف توحيد المواقف ووضح حلول للأزمات الساخنة في سوريا والعراق وليبيا ولبنان واليمن وغير بلد.
ما بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق، جرت مؤتمرات قمة مكوكية في القاهرة وعمان وبغداد، بهدف اشعار المجتمع الدولي بالرؤية الموحدة أمام العدو الصهيوني، الذي يدخل نتيجة احلافه مع الولايات المتحدة والتأكيد الأوروبي، في معظم الحلول السياسية والامنية والعسكرية في المنطقة والعالم.
عربيا، تحديدا من قيادة شخصيات سياسية فارقة:ملك الأردن عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد نجحا في جعل الإدارة الأميركية تنتبه إلى مغالطات السردية الصهيونية الإسرائيلية لما يحدث في قضية العرب الاولى، القضية الفلسطينية.
لقاء الملك عبدالله الثاني مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، محطة سياسية وحضاري واممية ذكية، فالعالم ينظر إلى احتفاء الأمم المتحدة بمرور 75عاما من عمر تأسيس الأمم المتحدة، لهذا أشاد الملك بالدور القوى للدبلماسية والقوة الأممية التي تدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
في نقطة صراع جيوسياسي وحالة استي ان واحتلال، تقع القضية الفلسطينية داخل فكي كماشة يهودية/ صهيوني، لا تنظر إلى الأمم المتحدة ومنظماته وهيئآتها باحترام، لهذا يقف الملك الهاشمي، يحاور قادة الأمم المتحدة وكأنها السياسي الاجتماعي، المهم، بروح من موروث الحوار والفكر الهاشمي، لهذا - وبرغم أحداث القدس المؤسفة ،ودخول الصهاينة داخل المسجد الأقصى المبارك، إلا أن جلالته، ابدع سيادة لمنطق الحوار ولغة الدبلوماسية وعزز من أهمية دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تحريك عملية السلام، وإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبما يفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
.. إلى ذلك، يثار سؤال مهم :
ماذا بعد لقاء الملك عبدالله الثاني مع الأمين العام للأمم المتحدة..؟، وهو اللقاء الذي تزامن مع إجراءات وخروقات وعمليات تهويد لفلول الصهاينة والمستوطنين الإسرائيليين، عدا عن دعم الجيش والأمن وأفراد من عصابات يهودية متطرفة.. فهل تنتبه الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأمين عام الأمم المتحدة، إلى مسارات "الخطر الصهيوني" الذي يريد العودة لكي ينسف عملية السلام،بهدف المزيد من الاستيطان، وتهويد القدس والحرم القدسي، وبالتالي خلق حالة من التصعيد مع المملكة الأردنية الهاشمية، التي تمثل الدولة التي تصون وتعمل تنفيذا على حماية الوصاية الهاشمية على أوقاف بيت المقدس والقدس، المسيحية منها والإسلامية، عدا عن أن جلالة الملك الهاشمي عبدالله الثاني، الوصي الحارس الأمين والناهض بتحمل مسؤولية صون الوصاية الهاشمية، صنو الهاشميين ابا عن جد، وهم الملوك الذين حموا المقدسات الحضارية والإنسانية والدينيّة عبر اكثر من 70عاما،والى اليوم.
الوصاية الهاشمية، حقيقة اردنية هاشمية، ولها بعدها الحضاري والعربي والإسلامي والدولي، ذلك أن شخصية وفكر وعقلانية وقيادة الملك عبدالله، عالجت الازمة بقوة وثقة وتوافق فلسطيني-أردني، واحترام وتوصية دائمة من المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية والإسلامية والاقليمية، دعما للحق الفلسطيني ومنعا لتهويد القدس، عاصمة فلسطين والدولة الفلسطينية المأمولة.
في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فرصة للنظر في طبيعة السؤال وعلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي(قادة الدول ورؤساء لجان وهيئات المؤسسة الأممية الأولى) بمسؤولياتهم تجاه ما يحدث على ارض الواقع، وهي ممارسات زادت وتوسعت مع بدء لقاءات الأمين العام للأمم المتحدة مع قادة العالم، بالطبع كان اللقاء مع الملك عبدالله مهما لتقديم رؤية هاشمية، عن واقع اللاجئين والدول المستضيفة لهم خاصة اللاجئين الفلسطينيين، لتخفيف الأعباء الاقتصادية عليهم وتمكين تلك الدول من الاستمرار بتقديم الخدمات الأساسية لهم،
في ظل تصعيد لا ينتهي بين دولة الاحتلال الصهيوني والأهلي والمدن العزل، المعزوايضادعن ما يحدث في كل ارجاء فلسطين والتي تعيش حالة اقتصادية وصحية وتربوية صعبة.
الملك، يقرأ ما بعد لقاء جلالته المهم مع الأمين العام،.. وايضا يمهد لما يلتقي امين عام الأمم المتحدة في احتفالات المؤسسة الدولية بمرور75 عامامن تكوين قوة الأمم المتحدة.
لأمين الأمم المتحدة، كيان دبلوماسي، سياسي، سيادي، اجندته خلاصات ما يصله من قراءات وعمل لجان وصناديق دولية، تؤكد أهمية مواصلة الجهود لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"
يحرص الملك على دراية سياسية تترك باب الحوار والتواصل مواربا، لدعم مساعي (الأردن ودول المنطقة، والعالم) لغايات التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي.دولي، برعاية الدول الكبرى في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي، وهي كياناتدترقبدما يحدث في القدس من استفزاز يقابله اجتماعات أمنية بهدف تكريس الأمن والسلام.
علينا أن نضع وننبه هيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى محاولات إسرائيل العناد، وتشوية صورة الأمم المتحدة من خلال الممارسات الصهيونية الخطيرة التي حملتها الدعوات التي أطلقها ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، لتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وباحاته عشية عيد "يوم الغفران" اليهودي، الذي يصادف اليوم الخميس.
هناك في الأفق، الخطر الصهيوني القادم، الساعي لإثارة التصعيد بين الصهاينة وقوى الجيش الاسرائيلي والتنظيمات والشارع الفلسطيني، وما يجري، في ظل اجتماعات الأمم المتحدة، من اقتحامات، وتخريب داخل المسجد الأقصى وأداء الطقوس التلمودية والصلوات داخل باحاته، لهو من نتائج هنجهية إسرائيلية وتداعيات هذا العدوان المتواصل على المسجد والإصرار على تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم ليس فقط في المسجد، إنما في عموم القدس الشرقية المحتلة وبلدتها القديمة واحيائها كافة،ما يضر بما يدعو اليه جلالة الملك وقادة الدول العربية والإسلامية، من دعوة للحوار، وصون الوصاية الهاشمية وعودة جادة لطاولة الحوار والمفاوضات التي يريدها العالم بكل ثقة، إلا الثقة بالدولة الإسرائيلية القمعية.
العالم عبر نيويورك، ينظر إلى قضايا أمنية كبري، ويريد في ذات الوقت حلول لكل قضايا الصراع، والأمم المتحدة، خصوصا بعد لقاد الملك الهاشمي الوصي، تدرك أن القدس ومقدساتها ومسجدها الأقصى مفتاح الحرب والسلام في المنطقة برمتها، وان الإجراءات والتدابير الاحتلالية تشكل خطرا كبيرا على فرص تحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، وعلى أية جهود قد تبذل لإطلاق مفاوضات جدية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعربت الخارجية الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لصمت المجتمع الدولي على تلك الاقتحامات والتعامل معها كأمر واقع ومألوف يتكرر كل يوم، في تجاهل مريب لمخاطرها على الأمن والاستقرار في ساحة الصراع، مضيفة ان هذا الصمت يعكس تخاذلا في تحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية التي يفرضها القانون الدولي، خاصة ما يتعلق بتقاعس مجلس الأمن واليونسكو والمنظمات الأممية المختصة عن تنفيذ قراراتها ذات الصلة، وعن توفير الحماية للقدس ومقدساتها ومواطنيها.
وأشارت الى أنها تواصل تنسيق تحركها السياسي والدبلوماسي على المستويات كافة مع وزارة الخارجية الأردنية لتعزيز الحراك العربي الإسلامي على المستوى الدولي لتعميق وتوسيع الجبهة الدولية الرافضة لانتهاكات وممارسات الاحتلال ضد المسجد الأقصى، وتحويل المواقف والقرارات العربية والإسلامية والأممية إلى أفعال وآليات عملية لحماية المسجد الأقصى، وذلك مع بدء أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
يخوض جلالة الملك، عبر تواجده في نيويورك، داخل أروقة الأمم المتحدة، جهادا هاشمي، لغته الحوار، ثم الحوار، ومنطق إدارة الازمة، وفق الرؤية الهاشمية، ودائما يعيد الملك عبدالله الثاني، موروث العمل والتأسيس الهاشمي في القدس، جهود ونظرة المغفور له الملك الحسين،طيب الله ثراه، عندما انتبه وحذر العالم من المخططات الصهيونية ، فأسس هيئة إعمار الاقصى مبكرا والتي تولت إعمار المسجد وترميمه والحفاظ عليه، وتعيين حراس يتولون حمايته من عبث وعدوان المستوطنين الحاقدين، وعلى خطاه، يسير جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي اوعز بتقديم كل دعم ومساندة للاهل في القدس، وللهيئة المشرفة على الاماكن المقدسة الاسلامية واعادة منبر صلاح الدين بعد ما جرى تصميمه على نفقته الخاصة والتصدي لمحاولات العدو الخبيثة في “اليونسكو” والتي اخذت اخيرا بمقترحات وتوصيات الاردن بصفتها الدولة المسؤولة عن رعاية المسجد الأقصى، بما في ذلك ابعيات الإعمار والحماية الهاشمية.
غني عن القول، ان هناك هيئات ومنظمات دولية تسعى أمام الجمعية العمومية، لتكريس الأبعاد الدولية والامنية لدلالة وأهمية الوصاية الهاشمية على القدس والاقصى، وهذا جوهر حماية إقليمية دولية، وهو في ذات الوقت اعتراف يحمي من ال عنجهية الصهيونية، ويعلي الثقة بدور الهاشميين الحضاري في الدفاع عن القدس والاقصى، وتفويض سياسي اممي، يقدره الملك عبدالله الثاني.
علينا في الأردن الهاشمي، والتعاون والحوار والعمل المشترك، وأمام اجتماعات نيويورك، تعزيز روح الشراكة مع جامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الإسلامي ، وحركة عدم الانحياز ، والاتحاد الأفريقي ، وكذلك مع مجموعات وهيئات المجتمع المدني، التي تؤمن بأن الرؤية الهاشمية تعني الأمن والسلام والجمال وان القدس مدينةٌ مقدسة لسائر البشرية ، ويجب أن تكون دائماً رمزاً للسلام والوئام، ومفتاحاً للاستقرار والأمن، وهو امر يدركه الأمين العام للأمم المتحدة، فلهذه المدينة وضعٌ قانوني خاص، استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومنذ 4 حزيران 1967، وقَعَت القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقد دعت قرارات الشرعية الدولية، ومن بينها قرار مجلس الأمن الدولي 242، وما تلاه من قرارات أبرزها 252 و267 و446 و2334، وغيرها من قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلّتها، ومن بينها القدس، وبطلان الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في الأراضي المحتلة، ومن بينها القدس، بما في ذلك إقامة المستوطنات وتغيير وضع مدينة القدس وطابعها.
وتندرج مسألة القدس ضمن قضايا الوضع النهائي الخمس، وفقاً لما اتُّفق عليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومصيرُها يُحسم عبر المفاوضات، وبالاتفاق بين الجانبين، استناداً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
الموقف الملكي الهاشمي الأردني، ثابت يعلي من سلام ومكانة القدس الشرقية، وهي الآن أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
الأمم المتحدة، تراقب اداد الأردن، تقدر عاليا شخصية وجهود وفكر الملك عبدالله الذي يرى في عملية السلام فرصة ثمينة للاستقرار ومنع الأزمات والحروب.
برنامج اجتماعات الأمين العام وجلسات الجمعية العمومية، يؤكد ميل الأمم المتحدة، نحو قوة المجتمع المدني، وطروحات حقوق الإنسان والاتجار بالبشر وازمة المناخ وازمات اللجوء والنمبات والصراع آت الداخلية، و.. ربما لا مجال لحسم صراعات باتت عجوزة وملفاتها تفيض بالقرارات.