تفاصيل ما حدث مع الأسير محمد العارضة بعد إعادة اعتقاله
كشف خالد محاجنة، محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عن تعرض الأسير محمد العارضة، منذ إعادة اعتقاله، إلى التعذيب والتنكيل والحرمان من النوم والأكل والشرب والإهانة والتعرية الجسدية، إضافة إلى إصابته بجروح في رأسه ووجهه.
وروى محاجنة، تفاصيل زيارته للأسير محمد العارضة فجر اليوم الأربعاء، بعد أن اشترطت مخابرات إسرائيل في اللحظات الأخيرة أن يقوم كل محامٍ بزيارة أسير واحد فقط، من الأسرى الأربعة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع"، وأعاد الاحتلال مؤخرا اعتقالهم.
وقال "محاجنة"، وفقا لهيئة شؤون الأسرى، إن الأسير العارضة كان فرحًا بجولته في أراضي عام 48، ونقل عنه أن التفاصيل البسيطة التي شاهدها عوضته عن 22 سنةَ داخل المعتقل، إذ أنه أكل ثمار الصبر لأول مرة منذ 22 عاما من أحد الحقول في سهل مرج ابن عامر.
وبين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على الأسير العارضة بشكل قاسٍ لحظة اعتقاله، مشيرًا إلى أنه أصيب بالرأس وفوق العين اليمنى، ولم يتلق العلاج حتى اللحظة، كما أنه يعاني من جروح كثيرة أصيب بها خلال ملاحقته واعتقاله.
وقال المحامي محاجنة إن الأسير العارضة، جرد من ملابسه خلال عملية التحقيق معه في سجن الناصرة، وبعدها نقل إلى مركز تحقيق الجلمة جنوب مدينة حيفا.
وأشار إلى أنه ومنذ السبت الماضي، يخضع الأسير العارضة للتحقيق على مدار الساعة، وأنه لم ينم منذ اعتقاله قبل خمسة أيام، إلا قرابة 10 ساعات.
وأكد العارضة أن المحققين يسعون لمساومته بتهم واهية، كما أن أحد المحققين هدده بإطلاق النار عليه، مضيفا أنه موجود في زنزانة ضيقة (مترين في متر) مراقبة على مدار الساعة بالكاميرات والحراس، وأنه لم يتناول الطعام من لحظة اعتقاله حتى يوم أمس، كما أن الاحتلال منعه من النوم والراحة والصلاة، ويتنقل بين الزنزانة وغرفة التحقيق ولا يخرج أبدا ولا يعرف ما هو الوقت، ويصلي بدون أي توقيت.
وتابع المحامي "يتم التحقيق مع الأسير العارضة وهو مكبل اليدين والرجلين كل يوم"، مشيرا إلى أن الأسير العارضة كان مكبلا ومحاطا بستة حراس خلال زيارته له.
وقال إن الأسير العارضة لا يعرف من اعتقل من زملائه الذين فروا من سجن جلبوع إلا زكريا الزبيدي، مؤكدا أن المحققين يخفون كافة المعلومات عنه.
وبين أن الأسير العارضة بعد محكمة يوم السبت التزم بتعليمات المحامين والتزم الصمت أمام كافة التهم، رغم محاولات الضغط عليه من قبل المخابرات الإسرائيلية من أجل إدانة أفراد من عائلته.
وأكد أنه رفض كل التهم الموجهة إليه، وأن جوابه كان واضحا "تجولت في شوارع بلادي المحتلة لخمسة أيام، وكنت على أمل أن التقي بوالدتي. رحلتي هذه كانت كفيلة بأن تغنيني عن كل سنوات اعتقالي".
وأشار العارضة إلى أن أفراد وحدتي "اليمام" و"اليسام" اعتدوا على رفيقه زكريا زبيدي بالضرب، وعند وصولهما إلى مركز تحقيق الجلمة فرقوهما عن بعض، وأنه لا يعلم عنه شيئا".
وقال الأسير العارضة لمحاميه إنه "سيكتب عن رحلته لخمسة أيام حرًا في أراضي عام 48 بعد 22 عاما من الاعتقال"، مشيرا إلى أنه وقبيل اعتقاله مع رفيقه الزبيدي بـ48 ساعة، لم يشربا أي نقطة ماء، مؤكدًا أنه لو كان بحوزتهما الماء لاستطاعوا الصمود أكثر.
ويقول المحامي المحاجنة إن الأسير محمد العارضة سيروي التفاصيل يومًا عن جمال رحلته.
وعن لحظة اعتقاله، قال المحامي المحاجنة إن قوات الاحتلال قامت باعتقاله عندما كان نائما في صندوق شاحنة، أحد الجنود بحث داخل الصندوق وفي آخر لحظة أمسك بيد الأسير العارضة، فحاول الهروب إلا أنه لم يستطع، رغم ذلك تعرض للضرب من قبل القوات الخاصة.