الأنبا مكاريوس: أحداث طوبيا وقعت بين العراق وإيران
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، الاثنين، برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بحلول اليوم السادس عشر من شهر توت، وتذكار تدشين كنيسة القيامة بهمّة القدّيسة هيلانة ، وتذكار طوبيّا البارّ.
وقال القمص أنطونيوس فكري، في دراسة قدمها لشرح نصوص السفر طوبيا الوارد ضمن أسفار العهد القديم، إن طوبيا كلمة عبرية تعني الله طيب، ويروس سفر طوبية قصة رجل تقي يسمى طوبيا عاش في السبي الأشوري في نينوى عاصمة أشور لكنه تمسك بتقواه وبأعمال الرحمة وقصة عائلة أخرى تقية لكن كلا العائلتين يواجهان تجارب أليمة بالرغم من تقواهما.
بينما قال الأنبا مكاريوس اسقف المنيا في دراسة قدمها لشرح نصوص السفر طوبيا الوارد ضمن أسفار العهد القديم، إنه سفر طوبيا الذي يقع عقب سفر نحميا مباشرة هو عظة عاطفية جميلة ومؤثرة، كما تحسب بحق، تحفة أدبية وروحية رائعة، وهي تصور التقوى التي تحلّى بها اليهود، إبان فترات السبي بعيدًا عن أورشليم الأم موطن النبوات والأنبياء، ومحطّ أنظار الشعوب، كما يمثلّ السفر سمة خاصة في مرحلة التطور لليهود بعد السبي.
أضاف أنه بخصوص أحداث السفر، فتدور في بيئة شديدة الشبه، ببيئة الآباء الأول إبراهيم وإسحق ويعقوب، وتتناول عائلتين يهوديتين تعيشان في السبي، الأولى هي عائلة طوبيا، حيث تسكن في نينوى والثانية عائلة رعوئيل في أحمتا (العراق وإيران حاليًا).
واختتم: "وتعرضت العائلتان للتجارب، فطوبيا التقى، يفقد غناه ثم يفقد بصره، وعندما يشعر بقرب نياحته، يستدعى إليه ابنه المسمّى طوبيا أيضًا ، حيث يلقنه قائمة من الوصايا متخذًا بذلك دور الإشبين (بالنسبة للمعمّد حاليًا في العهد الجديد) ثم يخبره بأن له وديعة مالية كبيرة، لدى شخص يعيش في منطقة راجيس، ويسلمه الصكّ الخاص بها لاستردادها، وأما العائلة الثانية فقد جرّبت أبنتها سارة بتجربة قاسية وعجيبة، إذ تزوجت سبع مرات، غير أن شيطانًا يدعى أزموداوس كان يقتل الزوج في الليلة الأولى للزواج.