«خاطفة الشباب».. أسباب انتشار السكتة القلبية بين الرياضيين
أثار فيديو وفاة شاب داخل إحدى صالات الألعاب الرياضية حزن وتعاطف كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد زيادة حالات الموت المفاجئ بين الشباب بالسكتة القلبية كذلك بين الرياضيين، ليرتفع مؤشر البحث على محرك البحث جوجل عن أسباب السكتة القلبية وأهم الإسعافات الأولية لإنقاذ المصابين بها.
وشكّل ارتفاع حالات الوفاة بين الشباب بالسكتة القلبية صدمة كبيرة للمجتمع، خاصة عند مهاجمتها للرياضيين دون سابق إنذار؛ لذا تشرح "الدستور" في هذا التحقيق أسباب السكتة القلبية التي تصيب الشباب في عمر مبكر، وكذلك الرياضيين، وما هي أهم الإسعافات الأولية لإنقاذ المصابين بها وطرق علاجها.
في هذا السياق يقول الدكتور محمد السباعي، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية والباطنة، إن أغلب حالات السكتة القلبية التي تصيب الشباب وتسبب الموت المفاجئ يعاني أصحابها من مشاكل في كهربية القلب أو مشاكل في وصول الدم لعضلة القلب، موضحًا أن عادة تكون هناك مجموعة من الإنذارات والأعراض المرضية التي يعاني منها المريض قبل حدوث الوفاة، ولكن المريض يتجاهلها، مثل آلام في القلب أو تسارع في نبضات القلب بمعدل أكثر من ١٢٠ نبضة بالدقيقة، أو إغماء أو تزييق بالصدر والذي يعني نقص الدم أو الأكسجين بالقلب.
ولفت أخصائي القلب والأوعية الدموية إلى أن العامل الوراثي قد يلعب دورًا كبيرًا في حالات الوفاة بالسكتة القلبية، حيث قد يكون أحد أفراد العائلة يعاني من مشاكل بالقلب وتم توارثها وتجاهلها في نفس الوقت؛ أيضًا قد يعاني البعض من عيوب خلقية بعضلة القلب منذ الولادة ولم يتم اكتشافها.
وشدد السباعي على ضرورة الاتجاه للطبيب المختص فور الشعور بألم في الصدر أو عند الشعور بمشاكل في القلب عند التنفس أو عندالشعور بزيادة عدد ضربات القلب عن ١٢٠ نبضة بالدقيقة، أيضًا قد يكون التقدم بالسن من العوامل المسببة للسكتة القلبية لدى البعض، كذلك قد تحدث لمدمني المواد المخدرة خاصة “الكوكايين”، أو من يعاني من سوء تغذية ومشاكل غذائية كثيرة مثل عدم تناول خضروات وفاكهة تحتوي على البوتاسيوم.
ونصح السباعي بضرورة الفحص المستمر وبصفة منتظمة للأشخاص للاطمئنان على صحة القلب خاصة من لديه تاريخ وراثي بالعائلة لأمرض القلب، أيضًا عدم الاستهتار بأي أعراض صدرية قد يشعر بها الإنسان؛ موضحًا أن سرعة نقل المريض للمستشفى لإجراء الإسعافات الأولية له قد تفرق في حياته، وأهم هذه الإسعافات هي إنعاش القلب يدويًا أو جهاز إنعاش القلب، محذرًا من قيام البعض بهذه الإسعافات للمريض لخطورتها في حالة تنفيذها بشكل خاطئ على يد غير المتخصصين.
ووصلت معدلات الوفاة في مصر من جرَّاء الإصابة بأمراض القلب إلى نحو 266 شخصًا لكل 100 ألف شخص، "وهذا يعني أكثر من ربع مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب في مصر".
وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر أسباب الوفاة في مصر وفقًا لذلك المعدل، يليها السرطان بمعدل 59 شخصًا لكل 100 ألف من السكان، ثم تأتي أمراض السكري والكلى في المرتبة الثالثة بمعدل 43 شخصًا لكل 100 ألف من السكان.
من جهته، أكد دكتور أحمد فتحي، عميد معهد القلب سابقًا، أن إصابة الشباب وخاصة الرياضيين بالسكتة القلبية في الآونة الأخيرة يعود لعيوب خلقية بالقلب غير مكتشفة ومهملة، أيضًا هناك أسباب أخرى، مثل سوء التغذية أو عوامل وراثية بأعراض مكتشفة أو غير مكتشفة؛ مؤكدًا أن أصحاب الرياضات العنيفة هم أكثر عرضة لأمراض القلب أو الموت المفاجئ بالسكتة القلبية نتيجة بذل مجهود كبير لم يتحمله القلب.
وشدد فتحي بضرورة التوعية بالإسعافات الأولية وأهميتها في مثل هذه المواقف فهي في أحيان كثيرة تنقذ حياة إنسان وأهم هذه الإسعافات مساج القلب والتنفس الصناعي، ونصح عميد معهد القلب السابق بضرورة الكشف المبكر على صحة القلب والمتابعة الدورية لصحة الإنسان عند الشعور بألم في الصدر أو القلب، فالاكتشاف المبكر يساعد في حل المشكلة بشكل أكبر ويقلل نسب الوفيات؛ كذلك ينصح بضرورة كشف ممارسي الرياضات العنيفة قبل البدء في ممارسة هذه الرياضة فهناك أشخاص يعانون من ضعف بعضلة القلب دون أن يشعرون ولا ينصح لهم بممارسة الرياضة العنيفة.