ترجيحات بتشكيل الحكومة المغربية من خمسة أحزاب رئيسية (خاص)
بدأ رئيس الوزراء المغربي المكلف عزيز أخنوش، اليوم السبت، مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تعهد بأن تكون منسجمة ومتماسكة.
وكلف العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك خلال استقباله فى القصر الملكى بمدينة فاس.
وأكد أخنوش عقب تكليفه أنه سيسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية منسجمة ومتماسكة تلبي تطلعات الشعب المغربي وفقا للبرامج الانتخابية المعلنة.
كما أعلن أخنوش أنه سيفتح باب المشاورات مع الأحزاب التي قد تكون متوافقة مع رؤى حزبه، مشددا على أن التشكيلة الوزارية المقبلة يجب أن تكون متماسكة ومنسجمة، لتحقيق تطلعات المواطنين في المغرب.
وفي هذا الصدد، قالت نرمين كامل باحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن تشكيل الحكومة الجديدة في المغرب جاء بعد السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية الممثل لتيار الإسلام السياسي، وحسب الدستور المغربي فإن رئيس الوزراء الجديد سيقوم بتشكيل الحكومة عن طريق إجراء مشاورات مع الأحزاب الممثلة في البرلمان الحالي ومنها حزب الأصالة والمعاصرة الحاصل على 86 مقعدا والاستقلال الحاصل على 81 مقعدا وهي من الأحزاب الليبرالية المقربة من الملك أيضا مع استثناء العدالة والتنمية الذي أعلن انضمامه لصفوف المعارضة.
وأضافت كامل فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التحالفات ومنها الأحرار حصلوا على أغلبية مريحة تؤهلهم للتحالف مع الأصالة والمعاصرة وإضافة حليف آخر مثل الاتحاد الدستوري كما يمكن أن يتحالف الأحرار مع حزبي الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية.
وتابعت كامل "إلى حد كبير تبدو الأمور محسومة ذلك أن خريطة التحالفات باتت واضحة للغاية ، حيث أن الأحزاب الثلاثة الأولى حصلت على أصوات متقاربة، أي ما مجموعه 269 مقعدا، وهى التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، وهي أغلبية تقوض أي محاولات للمعارضة لزعزعة تشكيل الحكومة خصوصًا بعد انضمام العدالة والتنمية إلى صفوف المعارضة".
وأشارت كامل إلى أن الوضع الحالي للتشكيل الحكومي يبشر بأن الحكومة ستعتمد على الرجال ذوي الكفاءات لأن الأصوات أعداد المقاعد متقاربة، وبالتالي فإنه لا توجد هيمنة سياسية تؤهل لأحد الأحزاب فرض رجاله أو على العكس الخضوع لابتزازات للحفاظ على التحالف.
فيما لفتت كامل إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي قد لا ينضم للتحالف الذي سيشكل الحكومة وبالتالي يبقى في المعارضة وهو ما يحفظ قدر من التنوع السياسي المطلوب والمنطقي.
وتابعت كامل "على أي حال يبقى حزب رئيس الوزراء " أخنوش" منفتحًا على جميع الخيارات والأحزاب مع وجود ترجيحات بأن تتشكل الحكومة من خمسة أحزاب رئيسية وهي الأحرار وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وحزب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري مما سيمكن من بلوغ أغلبية من 254 مقعدا.
وهذا السيناريو يفترض أن ينضم حزب الأصالة والمعاصرة لصفوف المعارضة ولعب دور قوي يحجم العدالة والتنمية".
واختتمت كامل تصريحاتها قائلة "وسط هذا المشهد السياسي يبقى ما تعرض له تيار الإسلام السياسي في المغرب بمثابة نكبة لأن أسوأ السيناريوهات لم تكن تتوقع أن ينخفض عدد مقاعد الحزب في البرلمان من 125 مقعد في انتخابات 2016 إلى 13 مقعد حالي فقط وهو ما دفع الأمانة العامة للعدالة والتنمية بالإعلان عن استقالة جميع أعضائها وعلى رأسهم رئيس الحكومة المنتهية ولايته سعد الدين العثماني من قيادة الحزب غداة الهزيمة".