باحث مغربي لـ «الدستور»: حزب العدالة والتنمية سيشهد انشقاقات واستقالات مستقبلية
بدأ عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية الجديد، والذي استطاع الإطاحة بإخوان المغرب، اليوم السبت، مشاورات مع أحزاب سياسية مغربية لتشكيل حكومة جديدة بأغلبية برلمانية خالية من الإخوان الذين أعلنوا انضمامهم للمعارضة، قبل تنصيبها رسميًا من العاهل المغربي.
واستقبل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مساء الجمعة، بالقصر الملكي بفاس عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وحسب بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، عين العاهل المغربي أخنوش رئيسًا للحكومة وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويأتي هذا التعيين طبقًا لمقتضيات الدستور وبناءً على نتائج الانتخابات التشريعية في الثامن من سبتمبر الجاري.
ومن جانبه، قال أمين صوصي علوي الباحث المغربي، إن نتائج الانتخابات الأخيرة في المغرب أفقدت حزب العدالة والتنمية سيطرته على الجمهور والناخبين في المغرب.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الاخوان في المغرب استغلوا فترة الثورات في العديد من البلدان العربية وقاموا بتهييج الرأي العام العربي، الذي وافق مندفعا ومتأثرا بخطاب شعبوي على وجود هذا الحزب في السلطة.
وأضاف أن الاخوان وصلوا للحكم في المغرب عن طريق استخدام الأبواق الإعلامية التي تدعو وتحرض على الفوضى، حيث تعامل الحزب بمبدأ الاستقواء بالأجنبي ومن ثم استقطاب العالم العربي تارة عبر القوة وتارة عبر صناديق الاقتراع حيث نجح في الوصول للسلطة عن طريق رفع شعارات دينية وحقوقية.
وأوضح أن الإخوان استغلوا عاطفة الشعوب العربية حيث تبنوا شعارات دينية لمجرد التحكم في مشاعر الناخبين، ولكن مع أول فرصة ووصول للحكم تخلوا تماما عن هذه الشعارات الرنانة ولكنهم باتوا يقتنصون الفرص للوصول للحكم والمكوث فيها لأطول فترة وهي النقطة التي قصمت ظهر تنظيم الإخوان حيث كانت هذه النقطة سر انقلاب الشعوب عليهم.
وقال «علوي» إن الشعب المغربي أدرك زيف شعارات الجماعة، وبالتالي خرج عن الجماعة في أول فرصة له مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة في المغرب، مؤكدًا على أن الجماعة خفتت تماما لدى المواطن المغربي بعد فشلها في تحقيق أبسط الحقوق للمواطن المغربي، لاسيما فشلهم في قطاعات التقاعد والمحروقات والتعليم.
وكشف الباحث المغربي أن حزب العدالة والتنمية سوف يشهد انقسامات واستقالات عديدة خلال الفترة المقبلة كما سيوجه العديد من أعضاء الحزب للانضمام لأحزاب أخرى.
وأضاف: “ الحكومة الحالية ستكون أمام وضع مختلف تماما، حيث تغير المشهد السياسي في المغرب، لان عصر الأيديولوجيا الإخوانية انهار كما انهار عصر اليسار”.
وتابع : الحكومة الحالية عليها أن تواجه الناخبين في المغرب عبر مطالب لا عبر عاطفة أو ايديولوجية او التماهي العاطفي وانما ستتعامل بشكل براجماتي مع مطالب المواطن بعيدا عن الشعبوية، وأكد على أن الناخب لم يعد مرتبطا عاطفيا بحزب وإنما مشروع الحزب وبرنامجه.