كاتب عراقي: الجماعة الإرهابية خسرت تاريخيًا وجغرافيًا عندما لفظتها مصر
قال الكاتب العراقي فاروق يوسف في مقال له عبر صحيفة العرب البريطانية، اليوم حين هُزم حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية بطريقة تنطوي على قدر من الإذلال الذي مارسه الشعب في حق الحزب الحاكم فإن القوس الذي فتحته مصر أغلقه المغرب.
وتابع أن تنظيم الإخوان لا يستطيع تعويض الخسارة العظمى التي تمثلها نجاة مصر وخروجها من القفص الإخواني، وقال: “بفقدان مصر خسر الإخوان التاريخ والجغرافيا معًا”.
وأضاف أن مصر بالنسبة إليهم هي القاعدة التي من دونها يظل كل إنجاز ناقصًا بل ومعرضًا للانهيار، بدأ تاريخهم هناك، فمصر هي قلب العالم العربي، مَن يسيطر على ذلك القلب يتمكن من التوسع بيسر إذا كان لديه في الخارج مَن هو على استعداد لتلبية ندائه.
وأشار إلى أن ما يسمى بثورات الربيع العربي أدت إلى حكم الإخوان مصر،لذلك ظنت القوى التي ساندت الإخوان ومولتهم ورعت خلاياهم إنها مسألة وقت، وهو ما جعل الإخوان يفقدون حذرهم التقليدي وينزعون الأقنعة ليعلنوا عن برامجهم الحقيقية في إخضاع المجتمع وإعادة تهذيبه والحد من الحريات الشخصية التي هي من وجهة نظرهم مصدر الفساد الأخلاقي وإعادة النظر في المفاهيم الوطنية.
وأضاف: يومها قطع الإخوان شعرة الخديعة التي كانت تصل بينهم وبين المجتمع وظهروا على حقيقتهم، دعاة تجهيل وإفقار مادي وروحي وعقلي وجمالي ومعادين لأبسط حقوق الإنسان ومناهضين للدولة الوطنية.
وأردف: يوم تحرر المصريون منهم كان واضحًا أن الزلزال الذي ضربهم سيتسع تأثيره المدمر.
وحول إخوان المغرب يقول الكاتب: “اليوم حين هُزم حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية بطريقة تنطوي على قدر من الإذلال الذي مارسه الشعب في حق الحزب الحاكم فإن القوس الذي فتحته مصر أغلقه المغرب، لقد انتهى ربيع الإسلاميين أو ما سُمي بالربيع العربي”.
كما هُزمت التنظيمات الإرهابية في سوريا وانتهى الليبيون إلى أن يتوافقوا بعد أن اكتشفوا أن الاتكاء على جماعات الإسلام السياسي معناه الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية، أما راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بتونس فقد تمت ازالتهم من الخارطة السياسية بقرار واحد من الرئيس قيس سعيد. كذلك فإن السودان اهتدى إلى الطريق التي لا يُسمح لإخواني واحد في ارتيادها.
وتابع: “كان هناك مَن يحلم في أن يكون وارثا للربيع العربي في المغرب، ولم يكن ذلك الحلم ليشكل خطرا على الحياة الديمقراطية هناك ما دام الحالمون ملتزمين بالقانون وبإطار الحريات السياسية المتاحة. من هذا المنطلق وجد الإخوان في المغرب فرصة نادرة في تصريف شؤون دولة يحكمها القانون ولها وزنها في العلاقات الدولية”.
وأكد أن تجربة الإخوان في حكم المغرب كانت فاشلة على جميع الأصعدة ولولا أن الدستور كان صارمًا في مراقبة الصلاحيات ولولا أن الدولة المغربية كانت أكثر صلابة من أن تُخترق لكانت نتائج حكم الإخوان كارثية، فهي المرحلة التي هي أكثر فسادًا في تاريخ المغرب السياسي.