في عيده.. من هو الأنبا برسوم العريان؟
تحتفل الكنيسة القبطية الآرثوذكسية اليوم، بتذكار نياحة (وفاة) القديس العظيم الأنبا برسوم العريان.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، في مثل هذ اليوم من كل عام تقام احتفالات كبري بديره الشهير بحلوان؛ ولقد سمي القديس بالعريان نظرا لكثرة نسكه وقناعته فكان يكتفي بأقل القليل من الملابس؛ ومع الزمن تمزق ثيابه ولم يبق منها إلا القليل الذي يستر جسده ؛ أما كلمة "برسوم" فأصلها عبراني أو سرياني ومعناها "أبن الصوم".
وتابع: ولد من أسرة كريمة في عام 1257 وكان والده يعمل كاتبا عند شجرة الدر "وهو منصب يعادل الوزير حاليا"؛ وبعد وفاة والده طمع خاله في ثروة والده؛ فلم يجادله الأنبا برسوم العريان في شأن هذه الثروة فتركها له وذهب قانعا بحياة النسك وأعتزل في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة في مغارة صغيرة مازالت قائمة حتي الآن؛ وعاش فيها عشرون سنة كاملة في صلوات وأصوام وعبادات.
وواصل: إن القصة المأثورة عنه أنه كان يسكن في المغارة ثعبان ضخم ؛وعندما أراد القديس الأنبا برسوم العريان السكن في هذه المغارة حذره الناس من هذا الثعبان؛ ولكنه عندما نزل من المغارة صلي صلاة قصيرة ورشم نفسه ثم رشم الثعبان بعلامة الصليب وطلب منه أن لا يؤذي أحدا بعد ذلك؛ ومن لحظتها عاش الثعبان مع القديس لم يؤذيه لا هو ولا أي زائر له في المغارة لمدة عشرين سنة كاملة، ثم حدثت ضيقة واضطهاد بعد ذلك وكان ذلك في عصر الوزير الأسعد شرف الدين في أواخر سلطنة السلطان خليل بن قلاوون.
تابع: فأضطر القديس إلي مغادرة المغارة التي بكنيسة أبو سيفين وجاء إلي المنطقة المعروفة حاليا بدير شهران بالمعصرة حلوان وعاش فيها علي نفس الدرجة من الوحدة والنسك حتي بلغ سن الشيخوخة وتنيح بسلام في يوم 10 سبتمبر 1317 عن عمر يناهز60 عاما تقريبا ودفن جسده الطاهر في دير شهران بالمعصرة حلوان، ومازال قبره محفوظا هناك حتى الآن.
مستكملاً: أما عن الأحتفالات بعيد القديس؛ فلقد كتب عنها العالم الإنجليزي "جوزيف وليم مكفرسون ( 1866- 1946 ) في كتابه الشهير "الموالد في مصر" قائلاً: يقام هذا المولد في دير القديس برسوم العريان بالمعصرة قرب حلوان ؛ ومن ثم فإن الوصول اليه يتم عن طريق القطار من باب اللوق إلى محطة المعصرة ولا يجب أن تقتصر الزيارة علي الليلة الختامية ولكن زيارة أو زيارتين في اليالي المبكرة والصغيرة واجبة أيضا وأنها من مظاهر التسامح عند المصرييين؛ أن هذا العيد المسيحي به من الشعبية عند المسلمين ما له عند الأقباط.
وتابع: الأمر الجدير بالذكر أن البابا كيرلس الخامس كان يحب هذا الدير جدا؛ وكان يقضي فيه فترات خلوة كثيرة؛ ولقد أهتم هذا الأب البطريرك بترميمه ثم اقام بيتًا للضيافة بجواره، وأهتم البابا كيرلس الخامس كذلك بزراعة حديقة الدير حيث كانت هناك أرض علي النيل مزروعة بأشجار النخيل فبني عليها كنيسة بأسم مارجرجس كما ألحق بها بيتا لسكن الكاهن ؛ونثر بين النخيل مجموعة من المساكن الأنيقة ليرتاح فيها طالبو البركة والشفاء.
وواصل: وفي عهد البطريرك القديس البابا كيرلس السادس ( 1959- 1971 )؛ قام برسامة القمص أقلاديوس الأنطوني السكرتير الخاص لقداسته؛ أسقفا لحلوان بأسم نيافة الأنبا بولس (1967 – 1988) في يوم 10 مايو 1967 وبالطبع كان أول ما ألتفت إلبه المتنيح الأنبا بولس هو هذا الدير الأثري العريق؛ فقام بتوسيع رقعة الأرض القائم عليها الدير حتي بلغت مساحتها تسعة أفدنة، ثم أمتد التوسع الي الكنيسة فجعل منها كاتدرائية كبري .
ونوه إلى أنه كما أهتم الأسقف الحالي لحلوان نيافة الحبر الجليل الأنبا بيستني بتعمير الدير معماريا ورحيا؛ فأقام بيتا للمكرسات كما أهتم ببناء أستراحة كبيرة للزوار وبوابة كبيرة عالية؛ كما أهتم نيافته بإفتتاح مشغل لتعليم الفتيات صناعة السجاد والكليم، كما أنشأ بالدير دار حضانة تخدم أكثر من 300 طفلا من أطفال الحي وهي مزودة بأجهزة الفيديو والكمبيوتر؛ كما يوجد بالدير دارمسنين ومسنات؛ وبيت حديث للطالبات يسع حوالي 250 طالبة من الطالبات المغتربات.
مختتمًا: كما قام قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 بافتتاح مستشفى على أحدث مستوى طبي بالدير وذلك يوم الإثنين الموافق 30 يناير 1995 بحضور عدد كبير من الوزراء والمسئولين، وهذه المستشفى تخدم الألوف من المرضى مسلمين وأقباط.