«حصد 12 بطولة».. أحمد سمير فقد ساقيه فأصبح بطلا في رفع أثقال
يلتفون حوله يحاولون إنعاشه، لا يدري أين هو، فالحشد كبير لا يكاد يرى نور الشمس من بينهم، ومن حديثهم يفهم أنه تعرض لحادث للتو، ودهسته إحدى سيارات النقل المسرعة أثناء عبوره الطريق، لم يدرك حقيقة الأمر، ولكنه حاول التماسك وأول ما نطق به هو: "أريد العودة لأمي".
كان الطفل أحمد سمير في الخامسة من عمره عندما تسببت له سيارة النقل المسرعة في بتر في الساقين، وهو يعبر أحد الشوارع غي محافظة الشرقية، ولكن لم يرد الطفل الشجاع أن تكون هذه نهاية قصته، وأن يظل لما تبقى من حياته مجرد شخص بترت ساقيه فعاش يندم على حظه العاثر الذي أوقفه في هذا المكان بالذات وفي الوقت الذي وقعت فيه الحادثة.
كان أمامه خيران إما أن يكون مثيرًا للشفقة أو للاهتمام، فاختار رياضة رفع الأثقال رغم كونها الأصعب في ظل ظروف حياته الجديدة ولكن لم يهتم لذلك، وبدأ في التدريبات، حتى نال إعجاب مدربه وجميع زملائه، فكان مثالًا للجد والاجتهاد والمواظبة على حضور التدريبات.
وبين فقدانه لساقيه وبداية التدريبات كان هناك فاصل زمني كبير، اضطر فيه للاختباء في أوقات اللعب في المدرسة، فاختار أن يقضيها في المكتبة، حتى لا ينظر له زملائه في المدرسة نظرة الشفقة المعهودة لكل من لديه جسد مختلف.
و في عمر الـ16 عاما تحدى نفسه وجسده واختار أن يكون بطلًا من أبطال رفع الأثقال، واختلط بالكثيرين من أبطال هذه الرياضة من ذوي الهمم والذين أظهروا له احترامًا وقدموا التشجيع المناسب لتتكون لديه عزيمة قادرة على قهر المستحيل.
ومن 16 عاما وحتى عامه الـ21 حصد 12 بطولة مختلفة في رياضة رفع الأثقال، فأثبت لنفسه قبل الجميع أنه بطل من حديد قادر على رفع ما شاء من الأوزان الحديدية دون أن يبالي، وبعض هذه البطولات كانت دولية وليس على المستوى المحلي فقط، فهو بطل كأس مصر وعلى الصعيد الجامعي، وأيضًا أحد أبطال الجمهورية في الرياضة ذاتها.
لا يريد سمير أن يخفي شكل جسده المختلف بعد الحادث فيشارك بصوره على حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا يتعرض لبعض التعليقات العنصرية التي تتهمه بمحاولة استغلاله كونه من ذوي الهمم لكسب التعاطف والاهتمام ويشهد الله على ما في قلبه وهو رغبة في الدعم والتشجيع لكل مختلف بأن يفخر بهذا الاختلاف ويلا يخجل منه.
عشر ميداليات ذهبية هي جزء من رصيد بطولاته الذي يشمل أخرى فضية وبرونزية على جميع المستويات المحلية ومازال ينتظر اللحظة المناسب للمشاركة في المسابقات الرسمية العالمية ليرفع اسمه واسم مصر عاليًا بعد سنوات من الجهد المتواصل.