تنهي 10 سنوات من الدماء..
منظمات وهيئات ترحب بإطلاق المصالحة الوطنية في ليبيا
رحبت منظمات دولية وإقليمية بإعلان المجلس الرئاسي الليبي إطلاق مشروع المصالحة الوطنية لطي صفحة الصراع الأهلي الدائر في البلاد، وسط حالة من الترقب لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري، لوقف مسلسل الدم الذي تعيشه البلاد لما يزيد على 10 سنوات.
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بقرار السلطات القضائية الليبية بالإفراج عن الساعدي القذافي وأحمد رمضان مدير مكتب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي و6 مسئولين آخرين في النظام السابق.
احترام سيادة القانون
وفي بيان، وصفت البعثة عمليات الإفراج بـ«الخطوة المهمة» نحو احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان، مؤكدة أنها تعد تطورًا إيجابيًا يمكن أن يسهم في تحقيق عملية مصالحة وطنية.
ودعت البعثة الأممية السلطات القضائية وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي للإفراج الفوري عن آلاف الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين بشكل تعسفي، بحسب ما جاء في بيانها.
دعم السلم الاجتماعي
بدورها، رحبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وفرعها في ليبيا، بإعلان المجلس الرئاسي الليبي انطلاق مشروع المصالحة الوطنية أمس الإثنين.
وأكدت المنظمة أن التحرك صوب المصالحة الوطنية وتجاوز الانقسامات يشكل حجر زاوية في سبيل نجاح المسار الانتقالي الراهن، وتلبية طموحات الشعب الليبي في تقرير مصيره وبناء نظامه السياسي، والنأي بالبلاد عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية.
ودعت المنظمة في بيان اطلعت «الدستور» على نصه، الحكومة الليبية الحالية للإسراع بتشكيل آلية انتقالية لدعم المصالحة الوطنية بهدف معالجة الشكاوى والأوضاع الطارئة للعديد من الجماعات والأفراد، والإسراع بمعالجة أوضاع المحتجزين دون سند قضائي.
وترى المنظمة أن ضم عناصر من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، جنباً إلى جنب مع ممثلين عن المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان الرئيسية في ليبيا، سيوفر الوعاء المناسب لإنشاء آلية قادرة على دراسة الأوضاع الطارئة واتخاذ التدابير المتنوعة قانونيًا وعبر المساعي الحميدة حيثا يتطلب لمعالجتها على نحو يدعم ترسيخ التوجه نحو المصالحة ودعم السلم الاجتماعي والاستقرار.
وجددت المنظمة التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل، منوهة بأن دفع بعض الأطراف الليبية وبعض القوى الأجنبية نحو تأجيل عقدها سيكون له آثار سلبية مؤثرة على سلامة واستدامة المسار الانتقالي، وتجاوز عقد من الفوضى والانقسامات التي عصفت بالبلاد.
إعادة الثقة
داخليًا، رحب المجلس الاجتماعي لقبيلة معدان سرت، اليوم الثلاثاء، بالإفراج عن عدد من السجناء والأسرى، مثمنًا الجهود المبذولة من قبل الوطنيين والخيرين نحو إرساء المصالحة الوطنية الشاملة، التي أثمرت عن إطلاق عدد من السجناء والأسرى، في عدد من المناطق، حسبما ذكر موقع «الساعة 24» الليبي.
وأكد المجلس، في بيان له، أن هذه خطوة مهمة نحو إعادة الثقة بين جميع الأطراف، وتعزيز فرص تحقيق السلام الدائم في البلاد، موضحًا أن مبادرات إطلاق سراح السجناء، وتبادل الأسرى، والكشف عن مصير المغيبين والمفقودين، والسماح بعودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم تظل أهم المساعي الإنسانية النبيلة التي ستقود ليبيا حتما إلى ترسيخ أهمية المصالحة الوطنية ولم الشتات ووحدة الصف وبناء الدولة.
وأعرب المجلس عن أمله في أن تكون هذه الخطوة نواة ومنطلقًا سليمًا للمصالحة الوطنية الشاملة، ولتحقيق العدالة، ولتأليف القلوب، ولتقوية أواصر الأخوة بين أبناء الوطن جميعًا، مؤكدًا دعمه الكامل ووقوفه إلى جائب كل أصحاب المبادرات النبيلة الرامية إلى الصلح والسلم، وإلى تعزيز مبدأ التعایش الاجتماعي وإلى نشر ثقافة العفو العام.