مباحثات مصرية - بوروندية بالقاهرة..
كيف تطورت العلاقات المصرية- الإفريقية عقب 30 يونيو؟
على مدار السنوات الماضية، في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، عكفت مصر على تعزيز علاقاتها الخارجية مع مختلف دول العالم، فيما أولت الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا بالعلاقات مع إفريقيا لتبدأ عهدًا جديدًا من التعاون المشترك مع دول القارة السمراء.
وفي هذا الصدد، استقبل وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الثلاثاء، وزير خارجية بوروندي ألبرت شينجيرو، في إطار زيارته الجارية إلى القاهرة.
العلاقات المصرية البوروندية
وتعد مصر أول دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع بوروندي عقب استقلالها عام 1962، حيث أنشئت السفارة بتاريخ 8 ديسمبر 1964.
وفي مارس الماضي، أجرى رئيس بوروندي إيفاريست ندايشيمي، زيارة إلى مصر التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بحث الجانبان آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وتم التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بشأن هذه القضية الحساسة والحيوية.
وخلال الزيارة، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية في بوروندي، و الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، والإعلام، والتربية والتعليم، والسياحة، والثقافة.
مصر والقارة السمراء
تعزيزًا لعلاقات مصر الإفريقية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كل خطبه وأحاديثه ولقاءاته الرسمية والإعلامية، على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الإفريقية، واعتزاز مصر بانتمائها الإفريقي.
ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة مصر، احتلت الدائرة الإفريقية مرتبة متقدمة على أجندة الدولة المصرية، وهو ما بدا جليًا من خلال حركة السياسة الخارجية المصرية بمختلف أبعادها؛ الدبلوماسية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية، والتعليمية.
ومنذ توليه رئاسة مصر في يونيو 2014، شارك الرئيس السيسي، في قمتي الاتحاد الإفريقي بغينيا الاستوائية وأديس أبابا، فضلًا عن الجوالات الإفريقية لرئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب، إلى العديد من دول القارة مثل: غينيا الاستوائية وتشاد وتنزانيا وإثيوبيا.
وتعددت زيارات الوفود الدبلوماسية المصرية لتشمل العديد من دول القارة الإفريقية، من بينها: أوغندا، بوروندي، تنزانيا، الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، السودان، جنوب السودان، إريتريا، كينيا، تشاد، نيجيريا، الجابون، غانا، السنغال، مالي، بوركينا فاسو، الكاميرون، سيشيل، وغينيا الاستوائية.
كما أجرى العديد من رؤساء الدول الإفريقية زيارات رسمية إلى مصر مثل: السودان، جنوب السودان، غينيا الاستوائية، تشاد، إفريقيا الوسطى، إريتريا، جنوب إفريقيا، بوروندي، الصومال، كونغو الديمقراطية، وتونس، فضلًا عن زيارات العديد من الوزراء والمسئولين الأفارقة لمصر.
ووقعت مصر مذكرة تفاهم مع مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والمنظمة في إفريقيا في مجالي الزراعة والأمن الغذائي، خاصة في دول حوض النيل ودول القرن الإفريقي.
وشاركت مصر في القمة العربية الإفريقية التي عقدت في الكويت يومي 19 و20 من نوفمبر عام 2013، بالإضافة إلى المشاركة في قمة الكوميسا المنعقدة بكينشاسا في فبراير 2014، كذلك المشاركة في اجتماعات على المستوى الوزاري لتجمع الساحل والصحراء المنعقدة في مارس 2014 بالخرطوم، ومشاركة مصر بفاعلية في العديد من الاجتماعات اللاحقة كقمة إفريقيا الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014، وقمة إفريقيا الولايات المتحدة بواشنطن في أغسطس 2014.
كما شاركت مصر في اجتماعات التكتلات الثلاثة: الكوميسا، السادك، تجمع شرق إفريقيا ببوروندي في أكتوبر 2014، فيما استضافت شرم الشيخ قمة التكتلات الثلاثة في يونيو 2015، التي شهدت إطلاق منطقة التجارة الحرة.
وتعمل مصر بالتوازي لدعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتأمين تحقيق السلام في عدد من مناطق النزاعات الممتدة في قارة إفريقيا، حيث تعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وتسهم حاليًا بنحو 2585 فردًا في البعثات الأممية.
كما تم تأسيس وحدة إفريقيا داخل مجلس الوزراء كإطار مؤسسي ينسق بين مؤسسات الدولة المصرية المعنية بالقارة الإفريقية.