أحمد حلمى عن رواية عين الهدهد: منتصر أمين خلق عالم من الفانتازية التاريخية
استأنف فريق المناقشة لقاءاته الثقافية، بعد توقف دام لأكثر من ثمانية شهور، على خلفية جائحة الكورونا، حيث عقدت بالمركز الدولي للكتاب، بمقره الكائن خلف القضاء العالي بوسط البلد، أمسية جديدة من أمسيات فريق المناقشة، لمناقشة رواية "عين الهدهد"، للكاتب الروائي الشاب منتصر أمين.
استهل اللقاء بمداخلة للقاص الشاب أحمد حلمي، والذي أشار إلي أن الكاتب منتصر أمين في روايته "عين الهدهد"، خلق عالم من الفانتازية التاريخية. نحن أمام نص روائي طموح جدا، يريد استكمال عالم فانتازي بكل ما فيه، بمفرداته وتاريخه وأساطيره وشخوصه.
وأوضح "حلمي": في روايته "عين الهدهد"، يستكمل منتصر أمين ما بدأ تأسيسه من عالم الأساطير، من خلال روايته السابقة "يحيي وصحف أخري". ومع روايته عين الهدهد يكتمل التأسيس، من خلال شخصيات: "الشيخ سمعان"، وشخصية "بشر".
وأضاف القاص أحمد حلمي خلال مناقشة رواية عين الهدهد: يمكن القول بأن الرواية تنتمي لعالم "ما بعد الإنهيار"، وما يكتنفه من الدوارات التاريخية، وبمعني آخر من أين يبدأ التاريخ وأين ينتهي، أين الماضي من الحاضر من المستقبل. علي أن رواية عين الهدهد تقدم الفانتازية التاريخية من خلال بناء العالم وحتي تأسيس جغرافيته. لدرجة أن مشهدية الرواية متكاملة من خلال تركيز الكاتب منتصر أمين علي مشاهد الصراعات، سواء الصراعات في الحرب، أو الصراعات الإنسانية بين الشخصيات، وكأن إيضاح الشخصيات بالشكل السردي يظهرها وكأنها حلقة في مسلسل من هذا العالم.
المشهدية السينمائية العالية في رواية عين الهدهد، من أول تصميم المعارك مرورا بشكل المعابد والكاهنات مما يحيل القارئ إلي الكاهنات في الحضارة الآشورية، خاصة تلك المتعلقة بتفاصيل هذه العبادة.
وأشار حلمى إلي أن لغة الكاتب منتصر أمين في روايته عين الهدهد، لغة تحيل إلي مخزون ثقافي ممتد، فالهدهد في الرواية يرمز إلي هدهد النبي سليمان، كما أن في لغة منتصر أمين لمحة من اللغة "الشكسبيرية"، وإن كانت في النهاية كل شخصية في العمل الروائي تفرض لغتها الخاصة.
ومن جهته قال الكاتب الروائي منتصر أمين: رواية "عين الهدهد" قائمة بذاتها، لم أشأ أن أنوه علي غلافها بأنها جزء ثان من رواية "يحيي وصحف أخري"، وفضلت أن تقرأ كرواية منفصلة متصلة، يمكن أن تقرأ بدون الحاجة إلي العودة لقراءة رواية "يحيي وصحف أخري"، وإن جذبت القارئ وأنتبه أن لها جزء مكمل فله حرية أن يختار يرجع لسابقتها أم يقرأ عين الهدهد كرواية قائمة بذاتها.
ومن جانبها قالت منة الله حسن، إحدي عضوات فريق المناقشة: عين الهدهد للكاتب منتصر أمين تعتبر الجزء الثاني من رواية يحيي وصحف أخري ولكنها تعتبر رواية مستقلة في حد ذاتها فالقارئ يستطيع أن يقرأها منفردة ولن يشعر بأنها جزء ثان لرواية أخري وأري أن في ذلك إجادة كبيرة من الكاتب.
وعلي سبيل اللغة المستخدمة فقط استخدم الكاتب اللغة العربية الفصيحة سردا وحوارا بإجادة شديدة في غير تكلف وتعقيد ولا ركاكة مخلة بالمعنى.
أما فيا يخص تأويلي للرواية من وجهة نظري أري إنها رواية تتناول ماهية الزمن تتبني نظرية "نيتشه": والعود الأبدي، وهل نحن ندور في دوائر مفرغة ؟ وهل نحن في الماضي أم المستقبل هل التاريخ يعيد نفسه وما هي ماهية الزمن ؟ الرواية بها لمحة شيكسبيرية تعبر عن المأساة وتعتبر ملحمية إذا اكتملت بجزء ثالث .
يشار إلي أن رواية"عين الهدهد" هي الرواية الخامسة للكاتب منتصر أمين، حيث سبق وصدرت له روايات: "الطواف" "يحيى - صحف أخرى"، "شتاء أخير"، "قيامة الغائب"، "فاروق الأخير".
تدور رواية "عين الهدهد"، في عالم لا يحكمه شيء، لا يعترف إلا بالقوة، حيث يسعى "إبراهيم" و"حمزة" للخلاص والوصول إلى الحقيقة، فيخوضان رحلة شيّقة عبر أحداث متشابكة مراوغة، تنقلب فيها الموازين وتتحكّم الأهواء.