على بعد خطوات من القمة الثلاثية
قبيل أقل من 24 ساعة من أهم اجتماع قمة تشهده مدينة شرم الشيخ، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن الهاشمي عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.
يثير توقيت القمة عدة تساؤلات، طابعها يصب حول ما في جعبة الزعماء الثلاثة من آفاق مرحلة، تاريخية، أممية، حول ما يبدو من مستقبل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والصراع العربي الإسرائيلي في بعده الأكثر خطورة على المنطقة والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في تطور لافت، وقبيل انعقاد القمة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، بيانا بشأن حضور" بينت" القمة، وذكر البيان : "مكتب رئيس الوزراء ينفي ما ورد في صحيفة (الشرق الأوسط) عن قمة رباعية بين بينيت والسيسي والملك عبد الله وأبو مازن".
وأوضح أنه "لم تكن هناك نية لعقد اجتماع بين رئيس الوزراء ورئيس السلطة ولا يتوقع عقد مثل هذا الاجتماع، الرئيس السيسي دعا رئيس الوزراء للقاء في مصر، وسيلتقي به رئيس الوزراء قريبا".بحسب البيان الإسرائيلي.
في ذات الوقت لفتت مصادر في الرئاسة الفلسطينية إلى أن القمة تدعو إلى "حث الإدارة الأمريكية للحفاظ على التزامها بحل الدولتين، والعمل على تعزيز ذلك من خلال خطوات عملية تضع حدا للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والعمل على فتح مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين".
عبر تنسيق سياسي أمني، استراتيجي رفيع المستوى، تم استثناء مشاركة رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، من المشاركة في القمة الأردنية. المصرية. الفلسطينية، المقررة ظهر اليوم الخميس في شرم الشيخ.
وتهدف القمة حسب مصادر في الرئاسة الفلسطينية إلى "حث الإدارة الأمريكية للحفاظ على التزامها بحل الدولتين، والعمل على تعزيز ذلك من خلال خطوات عملية تضع حدا للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والعمل على فتح مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين، والوضع النهائي للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وحق الوصاية الهاشمية التي يتولاها ويحميها الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن. .
تأتي قمة شرم الشيخ، استجابة لمقترح مصري، بعقد اجتماعات تمهيدية بهدف بناء رؤية سياسية، قانونية، تلبي الحاجة العربية، الدولية، الأممية،وذلك استنادا الى تحرك سياسي دبلوماسي، سابق من الرئيس المصري قبل نحو 3 أشهر، وهو المقترح الذي تأجل إلى اليوم، نتيجة الأحداث التي رافقت قمة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن، ومعطيات مؤتمر التعاون والمشاركة في بغداد، تتكلل الدعوة المصرية لعقد قمة شرم الشيخ، التي تتبادل عدة افكار مهمة منها الدعوة لعقد مؤتمر دولي لاستئناف عملية التفاوض العربية - الإسرائيلية، والفلسطينية- الإسرائيلية بشأن مواصلة عملية السلام، مع ادراك أثر التواصل، العربي؛ الأردني المصري - الأمريكي، بعد احداث القدس وغزة، وما أفرزته أمنيا واجتماعياً وعسكريا.
قمة شرم الشيخ ٢٠٢١،يضع محدداتها رؤى التاريخ والواقع ومستقبل القضية الفلسطينية ومركزيتها عربيا واسلاميا، وفق ثوابت و ومبادرات اجمع عليها الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
القمة الثلاثية، تدعم "موقف موحد" :أردني، مصري، فلسطيني، بمرجعيات عربية إسلامية ودولية تستند إلى تراث من الاتفاقيات والقرارات الدولية في مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الافريقي، بما في ذلك المبادرات العربية والإسلامية.
.. لعل من السابق لأوانه القول ان قمة اليوم، تعزز الجهود السامية والسياسية والإنسانية التي اشتغلت عليها الأردن ومصر تحديدا، في دفاعها عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعن القدس، وجهد الملك الهاشمي عبدالله الثاني في الدفاع عن الوصاية الهاشمية على القدس واوقاف الحرم القدسي الشريف، والاملاك المقدسة الإسلامية المسيحية والدفاع عنها وحماتها واعمارها.
قمة شرم الشيخ،، تتأكد، وفق حراك عربي-دولي قبيل، الإشارات من الرئيس بايدن والادارة الأميركية، ما يعني الدخول بمسار المباحثات مع واشنطن، اولا، ومن تم مع إسرائيل، بشأن وضع آفاق واطر مفاوضات السلام التي تريدها الولايات المتحدة كشريك ومفاوض يتبنى قوة انفاذ النتائج المتوقعة من هذة الجولات، لاعتبارات سياسية بروتوكولية تفرضها دبلوماسية دولية أممية، قبيل انطلاق اجتماعات الجمعية العامة الدورية للأمم المتحدة التي ستبدأ أعمالها الشهر الحالي.
تنعقد القمة، مع تداعيات ومؤشرات دولية ساخنة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد، عدا عن الازمة الإنسانية واللجوء، والصراع الدولي الساخن حول أثر الازمة على ما في عالمنا من أزمات ونزاعات سياسية وحروب وانهيار دول متسارع، لم تكن المنطقة:سوريا، العراق، ليبيا، لبنان، اليمن، في خلاص من كل ذلك، والمفروض ان هناك قمة عربية دورية قادمة في الجزائر وهو على صراع سياسي جديد مع المغرب .
في قمة شرم الشيخ، تلتقي جهود وخبرات وتاريخ التفاوض وادارة الأزمات عند الملك عبدالله الثاني، ومثلها عند الرئيس والدبلماسية المصرية، ويرافق ذلك ما عند الرئيس الفلسطيني من دراية في واقع وطبيعة العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل لأي متابع او محلل استراتيجي، يعاين الجيوسياسي في طبيعة التماس مع القضية، وهذا يحيلنا إلى اصرار جلالة الملك الهاشمي، في قمته مع الرئيس الأمريكي، واضحا في تبيان الحق العربي الفلسطيني وأهمية العمل مع العالم من أجل التوصل إلى حل لهذة القضية الإشكالية في المنطقة.
يريد الرئيس بايدن مناقشة "سبل تعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين".
وبحسب مصادر إسرائيلية، طالب بايدن، بينيت بدعم السلطة الفلسطينية ماليًا، والعمل على تخفيف المعاناة اليومية للفلسطينيين من الناحية المعيشة، مع تأكيد بايدن، السياسي ، أنه مع حل الدولتين، وهو الذي ابتعد عنه ترامب خلال سنوات رئاسته الأربع، فإن بينيت لا يتبنى هذا الموقف،مستغلا ان لقاءه مع بايدن
جاء مع أزمة الانسحاب من أفغانستان، فإنها مثلت مناسبة استغلها الرئيس جو بايدن لتجديد التزام إدارته بأمن الحلفاء، وخاصة منهم إسرائيل. في المقابل، حصل نفتالي بينيت على الدعم العسكري والسياسي الذي أراده، وتمكّن على ما يبدو من إقناع بايدن بأن أي ضغوط على حكومته بشأن القضية الفلسطينية ستؤدي إلى تفككها، وعودة نتنياهو إلى الحكم؛ وهو ما لا تريده واشنطن،..وايضا - قطعا-لا تريده الأردن أو مصر أو حتى السلطة الوطنية الفلسطينية.
المصادر العليا في السياسية الأردنية،كما في مصر، والسلطة الفلسطينية مع انعقاد القمة ، لأن حيثيات الاجتماعات، تستهدف بناء موقف عربي-إسلامي مشترك و موحد، برغم أوضاع العالم وازمات الساخنة، التي تستدعي استئناف التعامل و المباحثات مع الإدارة الأميركية، وطرح الأفكار العربية بشأن مفاوضات السلام.
.. متغيرات العالم ومألات الأوضاع السياسية والاقتصادية، تستدعي مشاركة في وضع رؤية مانعة تحمي الحق العربي الفلسطيني، وتحمي كل المنطقة من تأزم او تأجيل حلول متوافق عليها، قانونية ملزمة، لهذا هناك مؤشرات اردنية، يقودها جلالة الملك، واخرى مصرية يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحسم آليات ورؤى المرحلة بحيث تعزز القدرة العربية على شروط التفاوض والتمسك بالحقوق مع تقدير الدعم الأميركي الأوروبي المقترح.
العين الدولية تتجه نحو شرم الشيخ، في قمة تعالج محددات ورؤى اساسية لحل القضية الفلسطينية في الوضع الداخلي الإسرائيلي المشتت، وواقع دولي يموج على صفيح ساخن بعد مأساة أفغانستان، والخوف من صراعات تجهد العالم من جديد.