صحف أسكتلندية: نجيب محفوظ أعاد العرب لاعتلاء العرش المفقود
الكثير من ردود الأفعال التي أثارتها كلمة نجيب محفوظ والتي ألقاها الكاتب الكبير محمد سلماوي الممثل الشخصي له، وقد نشرت الكلمة في كافة الصحف الأسكتلندية حينها حسبما ذكر أحمد كمال الدين مراسل جريدة "الوفد" من استكهولم في تقرير له نشر بالجريدة عام 1988.
وتابع بهاء الدين أن كلمة محفوظ أذيع نصها في الإذاعة والتليفزيون السويدي، وبعد إلقاء الكلمة مباشرة، وفي القاعة الكبرى بالأكاديمية السويدية بدأت التعليقات حول شمول الكلمة، ومدى الذكاء الذي صيغت به، فجاءت معبرة عن العالم الثالث بأكمله، وقد علقت صحيفة إيطالية تقول: "لقد بدأت الحضارة الأوروبية نقلًا عن العرب في الطب والفلسفة والحساب، عن طريق الترجمة لهذه المؤلفات العبقرية، وسار العلماء الأوروبيون على هدى هذه الترجمات، إلى أن وصلت الحضارة الأوروبية إلى ما هي عليه الآن، وها هم العرب يعودون لاعتلاء عرشهم المفقود مرة أخرى عن طريق نجيب محفوظ".
وقد أبرزت الصحافة في حينها عدة فقرات من كلمة نجيب محفوظ منها قوله:" أجل كيف وجد الرجل القادم من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصًا؟، ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم عطوف، وكما أنه يعايش السعداء فإنه لا يتخلى عن التعساء، ويهب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عما يجيش بصدره".
كما أبرزت قوله: "أنقذوا المستعبدين في الجنوب الإفريقي، أنقذوا الجائعين في إفريقيا، أنقذوا الفلسطينيين من الرصاص والعذاب، بل أنقذوا الإسرائيليين من تلويث تراثهم الروحي العظيم".
ومن ناحية أخرى أذاع التليفزيون لقاء عقده مع نجيب محفوظ في القاهرة قال خلاله: "إن إسرائيل تقتل الأطفال والشباب وتجهض النساء داخل الأرض المحتلة وأنا أطالب المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإنقاذ هذا الشعب الذي يطالب فقط بحقه في الحياة، فهل تجدون في ذلك غضاضة؟".
وأضاف: "أنا لست إلا سببًا في أن يأخذ الأدب العربي مكانه من جديد، ويتبوأ ما يستحقه من صدارة الأدب العالمي، فمشاعرنا لم تقتلها المادة بعد، وما زال فينا كثيرون يستطيعون رصد أدق المشاعر الإنسانية ولست أول هؤلاء ولا آخرهم".
وفي جريدة "أخبار اليوم" السويدية نشر الكتاب جابي باردوفيتش وهو يهودي بولندي سويدي مقالًا على خمس صفحات كاملة بعنوان" مقتل نجيب محفوظ"، تحدث خلاله ممجدًا نجيب كأديب استطاع تجسيد النفس البشرية وخباياها والمجتمع المصري من قاعه لقمته بل وتاريخ مصر الحديث في قصصه.