خطة مصرية لتنوع مصادر الطاقة.. وخبراء: الضبعة وبنبان تكامل وليس تنافس
وضعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة خط لتنوع انتاج الطاقة الكهربائية في مصر خلال السنوات الماضية وتسابق مصر الزمن في تنفيذ المشروعات الكبرى، وهي في تحدي عالمي مع الدول الأخرى ومع نفسها، لتقطع أكبر شوط في الإنجاز في أقل زمن ممكن، وخلال سنوات قليلة مضت، تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، عملت البلاد على تطوير مشروعين من أضخم مشروعات الطاقة.
خطة مصرية لتنوع مصادر الطاقة
وشهدت محافظة أسوان إنشاء أكبر مزرعة شمسية في العالم في منطقة بنبان، على مساحة 37 كيلومترًا مربعًا، متضمنة سبعة ملايين من الألواح الشمسية بتكلفة بلغت نحو أربعة مليارات دولار، وأصبحت مزرعة بنبان أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم بعد أن اكتملت في نهايات عام 2019، المرحلة الثانية من المشروع بقيمة 2.1 مليار دولار.
يضم مشروع مزرعة بنبان للطاقة الشمسية 40 محطة طورتها أكثر من 30 شركة من 12 دولة ، وهناك مشروع آخر من مشاريع الطاقة جاءت الفرصة لإطلاقه وهو مشروع إنشاء محطة للطاقة النووية في الضبعة الذي تتولى مؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية تنفيذه. وستقام محطة الضبعة للطاقة النووية على الساحل الشمالي للبلاد في محافظة مطروح. تجري حاليا الأعمال التحضيرية في موقع بناء المحطة.
ووفقا للتقديرات، ستبلغ القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي لمصر من تنفيذ المشروع في مرحلة التشييد فقط نحو 4 مليارات دولار سنوياً، وبفضل هذا المشروع ستظهر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية ذات مفاعلات من الجيل الحديث "3+" لتصبح الأولى من نوعها ليس فقط لمصر بل إنما للقارة الإفريقية بأكملها.
لكل من المشروعين مميزاته وإسهاماته في تنمية المنطقة المقام بها وهذان المشروعان العملاقان يتكاملان مع بعضهما ويخدمان في المقام الأول مصالح البلاد في مجال توليد الكهرباء وتشكيل مزيج طاقة وطني متوازن ومستدام. والطاقة الشمسية، مثل الأنواع الأخرى من الطاقة المتجددة، تزود البلاد بالكهرباء خلال فترات الذروة، بينما توفر محطة للطاقة النووية كونها مصدرا للتوليد الأساسي، إمدادات مستمرة دون انقطاع من الكهرباء في أي وقت من اليوم وفي جميع الظروف الجوية. يمثل الإنتاج المستقر للكهرباء عاملاً رئيسياً في التطور الصناعي والتكنولوجي للبلاد وأيضا أساسا لاستدامة تشغيل مرافق البنية التحتية المهمة اجتماعيا.
ويعطي إنشاء وتشغيل محطة الطاقة النووية زخما لتطوير التقنيات النووية واستخدامها للأغراض البحثية والعلمية مما يشجع تطور العلوم النووية خدمة للأجيال القادمة. وتسهم هذه التقنيات بشكل كبير في تطوير الطب حيث تساعد في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض الخطيرة وبينها أمرض القلب والأمراض السرطانية وأمراض الأعصاب.
وأيضا يمكن للزراعة وتربية المواشي المنتشرتين على نطاق واسع في مصر الاستفادة من إنجازات العلوم النووية للحفاظ على المحاصيل الزراعية وزيادتها من ناحية وحماية المواشي من الأمراض الحيوانية المنشأ من ناحية أخري، وبفضل مزرعة بنبان والطاقة الشمسية التي تنتجها بات حفر آبار المياه الجوفية وتطوير المشاريع الزراعية في صحراء مصر الجنوبية أمرا ممكنا بالإضافة إلى أن المشروع يساعد على تنمية هذه المنطقة.
ويساهم كلا مصدري التوليد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مصر وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وستنتج محطات الطاقة الشمسية في مزرعة بنبان 1465 ميجاوات من الطاقة من دون إطلاق أي انبعاثات ضارة في الغلاف الجوي. وتأتي محطة الطاقة النووية أيضا بين مصادر الكهرباء صديقة للبيئة لأنها لا تنتج أي انبعاثات كربونية أثناء تشغيلها. وسيصل مستوى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد تشغيل محطة الضبعة للطاقة النووية بطاقة إجمالية 4800 ميجاوات إلى 14 مليون طن سنويا ما يعادل إزالة 3 ملايين سيارة من الطرق.
هذه القيمة المضافة لمشروعي الضبعة النووي ومزرعة بنبان، تحقق عوائد اقتصادية داعمة للتنمية المستدامة على المستويين المحلي والوطني على حد سواء.