إسدال الستار على الوجود البريطاني في أفغانستان
جاءت مغادرة أخر رحلة عسكرية بريطانية لمطار كابول، مساء السبت، لتسدل بريطانيا الستار على وجودها في أفغانستان، بعد وجود تواجد عسكري لقواتها دام قرابة 20 عامًا في البلاد.
فيما هبطت طائرة تقل جنودا والسفير البريطاني في أفغانستان، لوري بريستو، اليوم الأحد، إلى مطار لندن.
تفاصيل الإجلاء الأخير
وقامت بريطانيا بتقسيم عملية الإجلاء الأخيرة على يومين، إذ انهت رحلاتها لنقل المدنيين الافغان ليل السبت، وفقا لما قاله قائد القوات المسلحة البريطانية، الجنرال نك كارتر.
بينما من من المقرر أن تقل الرحلات المتبقية الدبلوماسيين والعسكريين البريطانيين، اليوم الأحد.
فيما كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس، عن تفاصيل إنهاء الجلاء البريطاني، بدأت عبر اغلاق فندق بارون الذي يتم إرسال المرشحين للسفر إلى بريطانيا إليه عند الساعة 03.30 بتوقيت غرينتش، كما قامت السفارة البريطانية "بإغلاق مركز التعامل" مع طالبي اللجوء.
كارتر علق على إنهاء الإجلاء، قائلًا "إن القلب ينفطر لعدم التمكن من إنقاذ الجميع"، ، مشيرا إلى أن مئات الأفغان المؤهلين للانتقال إلى بريطانيا ما زالوا عالقين في أفغانستان.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة إنها أجلت 14543 شخصا من كابل منذ 13 أغسطس.
عودة الجنود البريطانيين
ووفق رويترز، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن «الرحلة الأخيرة التي تقل أفراد من القوات المسلحة البريطانية غادرت كابول».
وقال وزير الدفاع بن والاس بعد الرحلة البريطانية الأخيرة «يجب أن نفخر بقواتنا المسلحة، ونرحب بالذين يأتون من أجل حياة أفضل ونحزن لمن تركوا وراءهم».
وقدر والاس، أن ما بين 800 و1100 أفغاني عملوا مع بريطانيا وكانوا مؤهلين لإعادة التوطين ولكن لن يتمكنوا من الخروج عن طريق الجو، وتعهد بمساعدتهم إذا تمكنوا من المغادرة برا.
إشادة جونسون
وأشاد رئيس الوزراء بوريس جونسون بالقوات المسلحة البريطانية. وقال: «أود أن أشكر كل من شارك وآلاف من خدموا على مدى العقدين الماضيين. مضيفًا:»يمكنك أن تفخر بما أنجزته.
مستقبل التعاون بين لندن وطالبان
وقال مكتب جونسون إن «رئيس الوزراء شدد على أن أي اعتراف بحركة طالبان والتعامل معها يجب أن يكون مشروطًا بالسماح بمرور آمن لأولئك الذين يريدون مغادرة البلاد واحترام حقوق الإنسان».
قال الجنرال نيك كارتر، قائد القوات المسلحة البريطانية، إن بريطانيا وحلفائها قد يتعاونون مع طالبان في المستقبل لمواجهة تهديدات الإرهاب. وحسب سكاي نيوز، قال كارتر: «إذا كانت طالبان قادرة على إثبات أنها يمكن أن تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها حكومة عادية فيما يتعلق بتهديد إرهابي، فقد نكتشف أننا نستطيع العمل معًا».
الوجود البريطاني في أفغانستان
وكانت بريطانيا إلى جانب واشنطن منذ بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان والذي أطاح بحركة طالبان الحاكمة آنذاك عقابًا على إيوائها متشددي تنظيم القاعدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وقتل أكثر من 450 من أفراد القوات المسلحة البريطانية خلال عقدين من وجودهم في أفغانستان.
وبدأت بريطانيا تدافعًا أخيرًا للخروج من العاصمة الأفغانية كابول وسط تحذيرات من دبلوماسي كبير في أفغانستان من أن البقاء بعد الموعد النهائي المقرر 31 أغسطس قد لا يكون أمرًا جيدا ويهدد باستفزاز طالبان.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد قال السير لوري بريستو، السفير البريطاني في أفغانستان، إن محاولة البقاء في مطار كابول لفترة أطول ستكون محفوفة بالمخاطر.
ويبدو أن تصريحاته تضعه على خلاف مع بوريس جونسون، الذي من المقرر أن يضغط على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في قمة مجموعة السبع يوم الثلاثاء حول إمكانية تمديد الإجلاء إلى ما بعد نهاية الشهر.