«الروم الملكيين» في احتفالات اليوم: كل ما يتعلق بالجسد مجرد مراحل
يترأس الأنبا جورج بكر، مطران كنيسة الروم الملكيين، الثلاثاء، احتفالات الكنيسة على مدار اليوم بحلول الرابع عشر بعد العنصرة، وتذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إفتيخيس تلميذ يوحنّا اللاهوتي.
والقدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إفتيخيس تلميذ يوحنّا اللاهوتي كان من الجيل المسيحي الأول للكنيسة، عاصرَ الرسل وتتلمذ خصوصاً على يد الرسول يوحنا الحبيب، ومات شهيدا بعد تمسكه بالايمان المسيحي امام الاضطهاد الوثني الروماني.
وتقرا الكنيسة خلال القداس الاحتفالي عدة قراءات كنسية مثل رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 2-1:13.21-20:12، وإنجيل القدّيس مرقس 34-24:4.
بينما تأتي العظة التي تلقي على مسامع الحضور من المحتفلين للقداس الالهي، مستوحاة من عظة عن الموتى للقدّيس الاسقف غريغوريوس النيصي الذي عاش في الفترة (335 - 395)، وتحمل العظة شعار «فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل».
تقول:"إنّ حياتنا هذه دربٌ يؤدّي بنا إلى منتهى الرجاء، تمامًا كنبتة تحمل ثمرة في طور خروجها من زهرة. وبفضل هذه الزهرة، تبلغ الثمرة كمال وجودها كثمرة حتّى وإن لم تصبح ثمرة بعد. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحصاد الذي يتولّد عن الزرع؛ فهو لا يظهر مباشرة مع سنبلة القمح، بل ينبت العشب أوّلاً؛ وبعد أن يموت العشب، تظهر السنبلة وتنضج الثمرة في أعلى السنبلة".
وتختتم:"إنّ الباري لم يخلقنا لنحيا حياة جنينيّة وحسب؛ فغاية الطبيعة لا تقف عند مرحلة المواليد الجدد، ولا تستهدف الأعمار المتوالية التي يلبسها مع مرور الزمن مسار النموّ بأشكاله المتغيّرة؛ كما لا تستهدف انحلال الجسد بعد الموت. إنّ هذه الحالات كلّها ما هي إلاّ مراحل في الطريق الذي نسلك فالغاية في ختام هذه المراحل هي تَمَثُّلُنا بالخالق...؛ وغاية الحياة المُنتظرة هي النعيم. أمّا اليوم، فإنّ كلّ ما يتعلّق بالجسد، من موت وشيخوخة وشباب وطفولة وتكوّن جنيني، فما هي إلاّ أطوار تشكّل، على غرار العشب والجذوع والسنابل، دربًا وتعاقبًا وطاقةً تؤدّي إلى النضوج المنشود.