«وضعن أطفالهن في طائرات الإجلاء».. استمرار معاناة الأفغانيات بعد سيطرة طالبان
هربا من مستقبل مجهول، وحاضر محفوف بالمخاطر، لجأ العديد من الأفغان وفى مقدمتهم النساء بعيدا عن بلادهم عقب سيطرة حركة طالبان على الأراضى الأفغانية والعاصمة كابول.
ولادة أطفال الأفغانيات في رحلات الإجلاء
وفى ظل معاناة المرأة الأفغانية، خلال رحلة هروبها بعد سيطرة طالبان على الحكم، شهدت إحدى رحلات الإجلاء الجوية التي تقوم بها أمريكا بعد سيطرة الحركة على كابول واقعة ولادة سيدة أفغانية على متنها.
وأنجبت الأم الأفغانية طفلتها بعد هبوطها مباشرة في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، السبت الماضى.
وأفادت قيادة الحركة الجوية الأمريكية بأن "المرأة الأفغانية دخلت المخاض على متن طائرة نقل من طراز (C-17) خلال المرحلة الثانية من رحلتها هربا من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وكانت الرحلة من قاعدة انطلاق في الشرق الأوسط إلى القاعدة الجوية الأمريكية الكبيرة في ألمانيا".
وبدأت الأم تعاني من مضاعفات عندما كانت الطائرة على ارتفاع طيرانها، لكن قائد الطائرة قرر الهبوط قليلا لزيادة الضغط الجوي في الطائرة، ما ساعد على استقرار حياة الأم وإنقاذ حياة الأم.
كما أعلن قائد قيادة النقل في القوات المسلحة الأمريكية، الجنرال ستيفن لايونز، عن ولادة 3 أطفال على الأقل على متن الطائرات التي تنفذ رحلات الإجلاء من أفغانستان.
وقال لايونز، خلال مؤتمر صحفي أمس الإثنين: "يسعدني كثيرا أن أنقل نبأ عن ولادة طفل على متن رحلة منفذة من قاعدة رامشتاين الألمانية، في الحقيقة ولد أكثر من 3 حسب معلوماتي الأخيرة، رغم أننا لا نحسبهم رسميا".
لم يأتى الخوف والقلق الذى انتاب المرأة الأفغانية عقب سيطرة طالبان من فراغ، ولكن بسبب الأحداث المأسوية التى تعرضت لها على يد الحركة.
مقتل أطفال ونساء حوامل بسبب وضع أفغانستان
فقد لقيت امرأة حامل مصرعها أثناء انتظار دورها فى الولادة داخل مستشفى في داشتي بارشي، وهو حي شيعي في كابول يقطنه عدد كبير من سكان الهزارة، قبل أن يرى رضيعها النور على يد حركة طالبان إذ شنت الحركة هجوما على المستشفى فى مايو 2020.
فيما وضعت سيدة أخرى مولودها في اللحظة التي كان يحصل فيها إطلاق النار داخل المستشفى.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" انذاك أنه تم إجلاء السيدة ومولودها بأمان وقد تيتم نحو 18 رضيع آخرين بعدما فقدوا أمهاتهم في الهجوم، وكانت عملية البحث عن أسرهم ما زالت جارية.
وأسفر الهجوم انذاك عن مقتل 24 شخصا، منهم 16 من النساء والأمهات الحوامل والممرضات وكان من بين القتلى طفلان حديثا الولادة.
وفقدت امرأة أخرى طفلها الرضيع عقب ولادته بأيام فى ذلك الهجوم الذى استهدف قصم الولادة داخل المستشفى، عقب فشلها فى الحمل على مدار 7 سنوات.
وعقب أيام قليلة من وضع طفلها وقع الهجوم، واستهدف أحد عناصر طالبان سرير طفلها ليلقى مصرعه فى الحال.