حقوق الإنسان: على طالبان ترجمة احترام حق المرأة في العمل والتعليم إلى أفعال
قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إن طالبان يقع عليها الآن العبء الكامل لترجمة أقوالها فيما يتعلق بحق المرأة في العمل وحق الفتيات في الذهاب إلى المدرسة واحترام حقوق الأقليات وعدم الانتقام ممن عملوا مع الحكومة والمجتمع الدولي، إلى أفعال ملموسة، مؤكدة ضرورة منع ارتكاب انتهاكات أكبر لحقوق الإنسان في أفغانستان.
وأضافت باشليه- في كلمتها الافتتاحية للجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان حول الوضع في أفغانستان اليوم /الثلاثاء/ -أن مكتبها تلقى تقارير مروعة وموثوقة عن تأثير انتهاكات القانون الإنساني الدولي على المدنيين وكذلك انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان من قبل أطراف النزاع في أفغانستان، مشيرة إلى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة هناك حول الفترة من أول يناير وحتى 30 يونيو الماضيين، أفاد بزيادة في الخسائر المدنية بنسبة تقارب 50 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
وأوضحت أنها تلقت تقارير موثوقة عن انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وانتهاكات لحقوق الإنسان تحدث في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان، تشمل عمليات الإعدام بإجراءات موجزة للمدنيين والأفراد العاجزين عن القتال في قوات الأمن الوطنية الأفغانية والقيود المفروضة على حقوق المرأة بما في ذلك حقها في التنقل بحرية وحق الفتيات في الالتحاق بالمدارس وتجنيد الأطفال وقمع الاحتجاج السلمي والتعبير.
وقالت باشليه إن الكثير من الأفغان يخشون الآن من انتقام الذين يعملون مع الحكومة أو المجتمع الدولي وكذلك الأشخاص الذين عملوا من أجل النهوض بحقوق الإنسان والعدالة أو أولئك الذين ينظر إلى أنماط حياتهم وآرائهم على أنها معارضة لأيديولوجية طالبان، محذرة من وجود مخاوف كبيرة على النساء والصحفيين والجيل الجديد من قادة المجتمع المدني الذين ظهروا في السنوات الماضية، إضافة إلى الأقليات العرقية والدينية المتنوعة في أفغانستان وذلك بالنظر إلى الأنماط السابقة من الانتهاكات الجسيمة في ظل حكم طالبان والتقارير عن عمليات القتل والهجمات المستهدفة في الأشهر الأخيرة.
ودعت باشليه، طالبان إلى تبني معايير الحكم المتجاوب وحقوق الإنسان والعمل على إعادة ترسيخ التماسك الاجتماعي والمصالحة بما في ذلك من خلال احترام حقوق جميع الذين عانوا خلال عقود من الصراع، مشددة على أن الخط الأحمر الأساسي سيكون هو معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن في الحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير عن الذات والعمل مسترشدين بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وطالبت باشليه بحكومة شاملة مع المشاركة الهادفة للمرأة وتمثيل المجتمعات الأفغانية المتنوعة للمساعدة في البدء في بناء الثقة وضمان مستقبل يكون فيه الجميع على قدم المساواة، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك حوار حقيقي وشامل، بما في ذلك النساء وأعضاء المجتمعات العرقية والدينية المتنوعة في أفغانستان من أجل معالجة المشاكل الأساسية التي تواجهها البلاد، والأسباب الجذرية للتمييز والموروثات المستمرة لعقود من الصراع كما حثت على الوصول للمساعدات الإنسانية وحماية جميع العاملين في المجال الإنساني.
كما طالبت باشليه المجلس باتخاذ إجراءات جريئة وقوية تتناسب مع خطورة الأزمة من خلال إنشاء آلية مخصصة لرصد حالة حقوق الإنسان المتطورة في أفغانستان عن كثب، خاصة تنفيذ طالبان لوعودها، مؤكدة أن العمل الموحد من قبل الدول الأعضاء في المجلس سيكون إشارة مهمة لطالبان بأن العودة إلى ممارسات الماضي لن تجد القبول في المجتمع الدولي الآن أو في المستقبل.