«الحكاية».. صورة تجمع الروائي العراقي فؤاد التكرلي والشاعر عبد الوهاب البياتي
جمعت صورة نشرها الكاتب الروائي العراقي عائد خصباك، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كل من من اليمين الشاعر عبد الوهاب البياتي، الناقد والمترجم عن الفرنسية نهاد التكرلي، بجانبه الروائي المعجزة فؤاد التكرلي وقد كان حينها حاكما بالعدل في مدينة "بعقوبة"، بجانبه عبد الملك نوري وهو حينها يعمل في السلك الدبلوماسي، والصورة في منطقة قريبة جدا من مقهى"البرازيلية".
وعن الصورة قال عائد خصباك لــ"الدستور"، ألتقطت الصورة بالقرب من مقهي "البرازيلية"، وهي ضمن كتابي قيد النشر المعنون بــ"حياتي 100% + واحد"، وهو كتاب سيرة ذاتية فيه 101 كتابة من هذا النوع، وإذا كان كتابي “مئة ليلة وليلة/ العراقي في قاهرة نجيب محفوظ، فيه 101 موقف حكائي فهذا الكتاب على منواله".
- قصة الصورة
وعن قصة الصورة تابع الروائي العراقي عائد خصباك، أنها تعود لإهداء عبد الله نوري له كتابه نشيد الأرض متحدثا عن الصداقة التي جمعتهما عند ساحة "سينما الأعظمية"، قائلا " خذ يمينك ولكن قبل أن تتابع تقدمك لتصل الى المقبرة الملكية على مبعدة مائة متر، عليك أن تنظر الى نافذة الطابق الأول للبناية التي على يمينك فتتذكر الأيام التي أمضيتها في تلك الشقة قبل أن تنتقل الى الغرفة في بيت يوسف عمر، عند المقبرة الملكية خذ يمينك وتقدم قليلا، ثم خذ شمالك، بعدها خذ يمينك وفي نهاية الشارع الفرعي ذاك قف بسيارتك امام بيت ، بابه الخارجية من القضبان الحديدية بنهايات مدبّبة".
- إعادة طبع كتاب "نشيد الأرض"
وتابع " تنزل من السيارة حاملا معك خمس نسخ من كتاب غلافه أزرق اللون، من مكانك هذا كانت رائحة ماء نهر دجلة القريب، أخذت تعبّ الأنفاس قبل أن تضرب جرس الباب، فيفتح عبد الملك نوري الباب الداخلي وكان يرتدي الروب الصوفي السميك بالرغم من أن الجو كان معتدلا. وقال: من؟، كان كهلا أخذت منه السنوات والأحداث حيويته التي كان عليها أيام كان ينشر قصصه التي جمعها في كتاب"نشيد الأرض"، و في داخل المنزل قلت له: لقد أعيد طبع "نشيد الأرض" و هذه خمس نسخ من الطبعة الجديدة. لم يتفاجأ وكما لو أنه سمع بهذا من قبل لكني متأكد أنه لم يسمع بذلك ، قال: من سعى الى ذلك؟، قلت: أنا وصاحبك "فؤاد التكرلي"، لكن النسخة التي استخدمت للتصوير هي نسختي، قال: لا عليك، سأهديك نسخة، ربما التي معك قد تضررت أو هكذا".
كانت النسخ جميعها بين يديه، وعلى واحدة منها كتب الاهداء. قبل أن يسلمني الكتاب قلّب في صفحاته و توقف ليقرأ بصوت هامس ما لبث أن ارتفع: “تثاءبت بكسل، وبدا لها المساء في الخارج من وراء ضباب خفيف، الشارع مزدحم بالسيارات وقمم البنايات المحتفظة ببقية من الشمس وأمواج الناس على الرصيف ورقعة الشفق الأزرق وراء واجهة المقهى وهناك في زاوية صغيرة، زاوية صغيرة مظلمة من نفسها أحست شيئا يموت”.
- مقهى البرازيلية
القصة وهي إحدى قصص هذه المجموعة بعنوان" العاملة والجرذي والربيع" تدور أحداثها في مقهى البرازيلية في شارع الرشيد في منطقة" المربّعة"، والتي كانت يوما ملتقى للأدباء، قال: أما زالت " البرازيلية "مفتوحة الأبواب؟ سألني كما لو كانت المقهى بعيدة عنه ألف ميل، أو هي في كوكب آخر وليس الوصول إليها لا يأخذ نصف ساعة في السيارة أثناء الإزدحام. قلت: أقفلت أبوابها، تعرف أنها الحرب، وقال : و السينما المقابلة لها؟ قلت : بنى الحمام أعشاشه في أعلى واجهتها.