قصة أمينة رشيد حفيدة الباشا اليسارية التى ارتبطت بـ سيد بحراوى
تعيش الكاتبة والأكاديمية أمينة رشيد، لحظات حرجة بالعناية المركزة، دعوات تلاميذها وأصدقائها ومتابعيها تشغل صفحات التواصل الاجتماعي؛ لذا جاء هذا التقرير عن الكاتبة أمينة رشيد كواحدة من أبرز الشخصيات الإبداعية في المشهد الثقافي المصري والعربي سيرتها تبدو أشبه بشخصيات الروايات الكبرى، وهي غالبًا المثل الأعلى للمرأة سيدة قرارها فقد ولدت في القاهرة سنة 1938، ونشأت في بيت يتحدّث الفرنسية، وكانت اللغة العربية تبدو كلغة ثانية داخل البيت الارستقراطي ، فجدها أسماعيل باشا صدقي رئيس وزراء مصر في عصر الملكية.
عاشت أمينة رشيد تلك الحياة وكانت جزءا منها، لكنها تمردت وانقلبت على تلك الحياة لتخرج أمينة ثائرة وفي جموع مظاهرات المصريين معلنة رفضها للحالة التي يتعامل بها النظام مع جموع المصريين.
وتم اعتقالها في سبتمبر 1981 مع كبار مثقفي مصر ومبدعيها الذين رفضوا قرارات السادات ومنهم لطيفة الزيات وشاهندة مقلد وصافيناز كاظم وآلاف المعارضين لسياسة الرئيس محمد أنور السادات، إلى جانب ذلك شاركت في مظاهرات دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، وفي تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية والمجموعة المصرية لمناهضة العولمة وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وتعمل حاليًا أستاذا للأدب المقارن في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
وعلى غير المعتاد انقلبت أمينة على حياتها فتزوجت وهي "حفيدة الباشا" من زميلها دكتور سيد البحراوي، وهو كما يقول ابن الفلاحين ابن الطبقة الوسطى،.والذي قال في أحد حواراته: "طلب الزواج من أمينة، أخذ وقت طويل، واستمرت علاقة الحب بيننا أكثر من عام، وجاء ترددها لأسباب متعددة منها فارق السن والفارق الطبقي، ومنها الثقافة الفرنسية فهى فرانكفونية التعليم والهوى، وأنا ليس كذلك، قضت جزءًا كبيرًا من حياتها من فرنسا".
وأضاف في تصريحاته: "أن مبدأ الزواج مع الوقت أصبح مبدأ متفقا عليه، والذي عجل أن نعلن الزواج كان سجنها، ففي عام 1981 كانت هي في السجن، وأنا مطرود من الجامعة، كان المناسب أن نكسر هذه الكآبة بشيء مفرح، وأخذت إذنا من إدارة السجن وخطبتها، وكان معي أخوها"، لافتا إلى أن سيرتهما بعد الزواج كانت استمرارا لعالم ما قبل الزواج، عالمهما الذي تقابلا فيه".
وتابع: "من حسن حظنا أننا اخترنا مجال عملنا، وهذا ما قادني إلى معرفة التراث العربي الحديث والمعاصر، كانت الجامعة تعطيك الإختيار فى أن تدرس ما تريده، كل ماجرى داخل اطار واحد".
جدير بالإشارة إلى أنها نالت"أمينة رشيد" عبر منجزها الفكري والإبداعي تقديرالأوساط العلمية والثقافية في مصر وخارجها، وتم الاحتفاء بمسيرة حياتها الحافلة عبر وسائل مختلفة، منها كتاب بعنوان إلى أمينة رشيد صدر سنة 2010 عن دار العين بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، جمع وتقديم رندة صبري ورانيا فتحي.
واختارتها المخرجة تهاني راشد لتكون إحدى شخصيات فيلمها التسجيلي أربع نساء من مصر، وظهرت فيه أمينة رشيد التي يعرفها الجميع مثالا للمثقفة الملتزمة بقضايا المجتمع والقيم الإنسانية الكبرى.