رسائل التحذير الأخيرة.. لماذا تجاهل مسؤولون هواتفهم خلال سيطرة طالبان؟
ربما يبدو للكثير أن تجاهل الهاتف المحمول لعدة ساعات هو أمر مريح للأعصاب، ويعتقد البعض أن هناك مكالمات واردة أخرى قد تكون مدعاة للإزعاج فلا بأس من ضغطة زر واحدة على "تجاهل"، وأحيانا يملك أشخاص آخرون أسباب كعدم القدرة على إعطاء رد مناسب في الوقت الحالي الأفضل له عدم التجاوب مع المتصل به، ولكن في جميع الحالات يمكن ألا يدرك متلقى الاتصال أن هذه المكالمة قد تعني "هلاك الآلاف".
ذلك ما جرى خلال سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، بينما لم يكن بعض المسؤولين والرؤساء المعنيين بالأزمة، غير جاهزين أو متجاهلين التواصل مع نظرائهم أو حتى الاطلاع على رسائل ربما كان من شأنها تغيير الوضع، الدستور يرصد هذه المواقف:
تجاهل بايدن جونسون لـ 36 ساعة!
بينما سادت الاضطرابات في أفغانستان، مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل، الأحد الماضي، غاب الرئيس الأميركي جو بايدن عن السمع، متجاهلا اتصالات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كان جنوده على أرض مطار حامد كرزاي، جنبا إلى جنب مع الجنود الأميركيين وغيرهم من قوات التحالف.
حاول رئيس الوزراء البريطاني الاتصال بالرئيس الأميركي صباح الاثنين، إلا أنه لم يتمكن من ذلك على الإطلاق.
ليوضح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لاحقا، بطريقة غير مباشرة، أن بايدن لم يتحدث مع أي من الزعماء الدوليين بشأن التطورات الأفغانية حتى يوم الثلاثاء، وفقا للعربية.
إلا أن سوليفان أكد أنه مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، انخرطوا في محادثات مكثفة مع نظرائهم الأجانب، من أجل بحث التطورات الأفغانية والخطوات التي يمكن القيام بها.
إغلاق تليفون راب يؤدي إلى مطالبات بإقالته
أفاد تقرير، بأن وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب، أن مسؤولين في إدارته حاولوا الاتصال به يوم الجمعة (اليوم الثاني لليسطرة)، لطلب الاتصال بنظيره الأفغاني في الحكومة السابقة حنيف أتمار، لطلب المساعدة بشأن إجلاء المترجمين الذين عملوا مع الجيش البريطاني، مع تقدم طالبان نحو كابول.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قيل للمسؤولين البريطانيين إن راب الذي كان يقضي عطلة في جزيرة كريت لم يكن متاحا، وأن وزير الدولة زاك جولدسميث، وهو من أعضاء حزب المحافظين، يجب أن يجري المكالمة بدلا من راب.
ومع ذلك، قالت الصحيفة ، نظرا لأن جولدسميث ليس هو نظير أتمار، فقد حدث تأخير لمدة يوم في إجراء المكالمة.
ودعا حزب العمال البريطاني، وزير الخارجية دومينيك راب، إلى الاستقالة أو إقالته من منصبه، بعد معلومات عن أنه فوض اتصالا حاسما بنظيره الأفغاني إلى وزير للدولة، لأنه كان في إجازة.
مذكرة سرية لبلينكن
فيما أثارت المذكرة الداخلية المرسلة لوزارة الخارجية الأمريكية، في الشهر الماضي، من قبل سفارتها في كابل، لتحذر كبار المسؤولين من الانهيار المحتمل لكابول بعد وقت قصير من الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية في أفغانستان في 31 أغسطس، جدل واسع بسبب عدم احتياط الادارة الامريكية بخصوصها.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، عن وجود مراسلات سرية لوزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى أن سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان حذرت الإدارة في واشنطن من سقوط العاصمة الأفغانية كابول بأيدي جماعة “طالبان” منذ يوليو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن أكثر من 20 موظفاً في السفارة الأمريكية لدى كابول بعثوا رسالة عبر القنوات السرية للوزارة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيره من كبار المسؤولين في الخارجية في 13 يوليو.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، فإن هذه الرسالة كانت تحذر من احتمال سقوط كابول بعد قليل من الموعد المحدد لسحب القوات الأمريكية، أي 31 أغسطس الجاري.
وأوضحت المصادر الخاصة بالصحيفة أن "الرسالة كانت تشير إلى سيطرة طالبان على أراض بسرعة وتحذر من انهيار القوات الأمنية الأفغانية، كما تضمنت توصيات بشأن كيفية تخفيف حدة الأزمة والإسراع بعملية الإجلاء".
ومع هذا، فإن وول ستريت جورنال، أشارت إلى أن الرسالة السرية تمثل دليلاً واضحاً على أن الإدارة الأمريكية تلقت تحذيراً من موظفيها على الأرض بشأن حتمية تقدم طالبان والفشل المحتمل للقوات الأفغانية في التصدي له.
وقالت مصادر مطلع للصحيفة أن لرسالة كانت موجهة إلى بلينكن ومدير قسم التخطيط للسياسات سلمان أحمد، وأن بلينكن تلقى الرسالة واطلع عليها وعبر عن امتنانه على إرسالها إليه.
وذكرت وول ستريت جورنال، أنّ المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس رفض التعليق على الرسالة المذكورة.