«فلسفة البلوك».. العالم السري لـ«السوشيال ميديا»
في كتابه «فلسفة البلوك.. ما فعلته بنا السوشيال ميديا» الصادر مؤخرًا عن دار دون للنشر والتوزيع، استطاع الكاتب والصحفي محمد عبد الرحمن، تحليل حياة المصريين اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة مبسطة وأسلوب ممتع.
فكيف؟.. سنجد الإجابة على صفحات كتابه الذي يقع في 200 صفحة تقريبا، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات يثير محمد عبد الرحمن فيها عدة تساؤلات أوضحها على غلاف الكتاب وهي: هل يخرج الشخص من حياتك للأبد بمجرد أن تضغط زر البلوك؟ على الفيس بوك أو إنستجرام أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل تسعى للشهرة وتطمح أن تكون بلوجر؟ وهل أدمنت متابعة مختلف الحسابات بشكل يومي؟، وليس هذا فحسب، فالكتاب أيضا يتحدث عن خطورة السوشيال ميديا، وتأثيرها السلبي على حياتنا، بأسلوب متميز.
ويقدم الكاتب للقارئ محاولة لفهم الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المواقع، حيث يجد القارئ تفسيرا لسلوكيات كثير من المستخدمين والمشاهير على تلك المنصات، و سيتمكن من فهم فلسفة كل فعل على حدة، وتحليل مواقف وظواهر أثارت الدهشة، وكان لا بد من سبر أغوارها.
وبدأ الكاتب محمد عبد الرحمن فصول كتابه فإهداء إلى «مارك زوكربيرج.. جوائز نوبل لم تغفر لصاحبها اختراع الديناميت»، وتبعه 29 فصلا، تحدث في كل منها عن عدة أمور تعرضنا جميعا لها على شبكات التواصل الاجتماعي دون أن نشعر، استطاع أن ينقلها إلينا بكتابة مبسطة كعادته بحكم عمله الصحفي، ولن ينسى أن يعرض رؤيته النقدية في الأمر بشكل مثير، معتمدا على الأمثال الشعبية و«الإفيهات» المقتبسة من أفلام شهيرة، وغيرها من المصطلحات التي يعتاد القارئ على قولها.
ونجح محمد عبد الرحمن جيدا في وصف عالم السوشيال ميديا بشكل دقيق، من خلال تحليل شخصيات متواجدة بهذا العالم الافتراضي، ونتعامل معهم بشكل يومي، إضافة إلى دق ناقوس الخطر للتحذير من التماهي المرضي مع هذا العالم المصطنع.
ومن خلال قراءتك للكتاب ستجد نفسك في حالة غرابة من الحال الذي وصلنا جميعا له بسبب الاندماج الشديد في هذا العالم وسيطرته علينا بشكل كبير دون أن تشعر، من خلال إمساكنا لهواتفنا طوال الوقت.