شبكة ألمانية: الصراع في تيجراي يزعزع استقرار منطقة القرن الإفريقي
حذرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية من إن الصراع في تيجراي أقصى شمال إثيوبيا، مهدد بالتصعيد ويمكن أن يزعزع استقرار منطقة القرن الإفريقي بأكملها، لافتًا إلى أن المنظمات الأممية حذرت من خطورة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة التي مزقتها الحرب والمجاعة، لا سيما بعد مقتل الآلاف من المدنيين وترك أكثر من خمسة ملايين مواطن بحاجة ماسة إلى المساعدة.
ولفتت الشبكة إلى أن أبرز تداعيات التصعيد في صراع تيجراي يتمثل في التحالف العسكري الأخير بين جماعة "جيش تحرير أورومو" و "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" مشيرًا إلى أن هذا التحالف يهدف إلى الإطاحة بالحكومة المركزية الحالية.
وأضافت أن هذا التحالف جاء بعد بيان الحكومة الإثيوبية التي دعت فيه المواطنين لحمل السلاح والقتال في تيجراي، منهية بذلك قرارها الأحادى المسبق بوقف إطلاق النار، كما جاء بالتزامن مع تصعيد النزاع وامتداده نحو منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.
أوضحت أن هذا الصراع منذ بدايته، أثار التوترات في جميع أنحاء القرن الإفريقي، حيث وقفت إريتريا إلى جانب الحكومة المركزية لإثيوبيا، بالرغم من أن الدولتين كانتا حتى وقت قريب متورطين في نزاع حدودي دموي منذ استقلال إريتريا عن إثيوبيا في عام 2000، كما أثار القلق الدولي بشأن الاستقرار في القرن الإفريقي.
وتابعت: “طالب مجلس الأمن الدولي وكبار السياسيين بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول عمال الإغاثة إلى المناطق المتضررة في إثيوبيا، فيما طالبت الولايات المتحدة بسحب القوات من منطقتي عفار والأمهرة، بينما تفرض في الوقت نفسه عقوبات على المسؤولين الإثيوبيين و الإريتريين، كما علق الاتحاد الأوروبي الدعم المالي للدولة الإثيوبية، وعلقت فرنسا ايضا دعمها العسكري لإثيوبيا”.
وأوضح أنه على المستوى الإنساني، تأثر المدنيون في تيجراي بهذا الصراع بشكل مؤسف، حيث تشير أحدث تقارير اليونيسف والمنظمات غير الحكومية إلى أن سوء التغذية قد يؤثر على أكثر من 100 ألف طفل في المنطقة خلال العام المقبل، متهمة الحكومة الإثيوبية بارتكاب انتهاكات وفظائع حقوقية عدة مثل الاغتصاب والنهب والإعدام بإجراءات موجزة.
وتابع أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقدر أن ما يصل إلى 900 ألف شخص في تيجراي يواجهون ظروف مجاعة "من صنع الإنسان" بينما لا تزال خدمات الاتصالات والخدمات المصرفية مقطوعة عن الإقليم المحاصر، وشكت الأمم المتحدة من عقبات بيروقراطية ومشاكل أخرى تمنع قوافل المساعدات والعاملين من الوصول إلى المناطق المتضررة.