باحثة لـ «الدستور»: هناك حالة من الضبابية التي تكتنف تشكيل الحكومة المقبلة فى أفغانستان
بعد إسقاط حكومة الرئيس أشرف غني أصبح التساؤل مشروعاً حول من سيقود أفغانستان في الفترة المقبلة، وفي هذا السياق يطرح بقوة اسم رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر.
وقالت نرمين سعيد كامل الباحثة في المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه على الرغم من أن برادر يعد الرجل الثاني داخل الحركة إلا أن مصادر عديدة رجحت اسمه في الوقت الذي لم يظهر فيه زعيم الحركة أو الرجل الأول فيها " هبة الله أخوند زادة".
ولفتت كامل في تصريحاتها لـ"الدستور"، إلى أنه يأتي الترجيح لاسم الملا عبد الغني برادر باعتباره قائد حركة المفاوضات في السابق وكان من أبرز رجالها وبالتالي فهو من الوجوه المعروفة للولايات المتحدة كما أنه من المتوقع أن اسمه جزء من صفقة الخروج.
وتابعت كامل "على جانب آخر فإن ظهور الملا عبد الغني في الأيام القليلة الماضية بعد سقوط كابول ودخوله إلى مدينة قندهار والتي تعد من كبريات المدن الأفغانية برفقة أسطول من السيارات رسم الكثير من ملامح الزعامة حول الرجل".
وأوضحت كامل أن قادة طالبان من الوجوه التي تغيب عن المشهد في جميع الأوقات فلا يكاد الجمهور يعرفهم فإن ظهور أحدهم على الملأ يعطي إشارة أن الظهور ليس صدفة وأن استراتيجية طالبان التي سادت طوال 20 عامًا قد تغيرت.
وتابعت كامل "علاوة على ذلك فإن الملا عبد الغني لديه خبرة قتالية من وقت حرب السوفييت كما أنه وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان شارك في المفاوضات مع الرئيس حامد كرزاي بعد سقوط حركة طالبان، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض العوامل تشكك في قدرة الرجل على قيادة البلاد في الفترة المقبلة ومنها أنه قضى ثماني سنوات من حياته معتقلًا في أحد سجون باكستان في الفترة من 2010- 2018.
وحول حالة الهدوء النسبي التي تسود البلاد، قالت كامل يمكن إرجاعها إلى أن طالبان استطاعت بالفعل تحقيق مرادها في وقت قياسي وأنها في الوقت الحالي لا تسعى لإثارة أي لغط أو شن أي هجمات على القوات الأمريكية الموجودة في مطار كابول، وذلك في مسعى للوصول إلى 11 سبتمبر بسلام وجلاء القوات الأميركية بالكامل.
وأضافت كامل أن حركة طالبان يبدو أنها تلقت أوامر أيضًا بعدم دخول السفارات أو التعرض بأي أذى للبعثات الأجنبية وهو ما حرصت طالبان على الالتزام به والدليل أن عمليات الإجلاء حتى الآن تتم بشكل ممنهج ومستمر.
وتابعت كامل "على جانب آخر بدا أن طالبان في مسعاها للسلم والوصول لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان لا تلتزم فقط بعدم مهاجمة الأجانب وإنما تسعى لعكس صورة حضارية عن نفسها تنافي ما عرفه العالم عنها طوال 20 عامًا، ومن ضمن ما طرحته الحركة لتعزيز هذه الرؤية إشراك عناصر نسائية في الحكومة القادمة".
واختتمت كامل تصريحاتها قائلة "لكن على أي حال تبقى هناك حالة من الضبابية التي تكتنف تشكيل الحكومة المقبلة على الأقل من حيث المدة وكونها حكومة انتقالية قبل الذهاب للانتخابات، يأتي ذلك وسط تصريحات لقادة من طالبان اليوم عن إجرائهم مفاوضات مع مسؤولين سابقين في الحكومة بهدف إعطائهم الأمان في انعكاس لمزيد من الصورة الحضارية التي تحاول طالبان تصديرها".