رجائى عطية: الأداء فى المحاماة أقرب إلى الإلقاء المسرحى
قال رجائي عطية، نقيب المحامين، إن المحامي عليه أن يكون قادرا على إحداث إقناعًا ما لدى القاضي قد يخالف ما قد يكون قد استقر في عقيدته من القراءة الأولى لأوراق القضية.
وأكد نقيب المحامين، في تصريحات له، أن هذه المهمة بالغة الصعوبة والعسر، وتتطلب من المحامي أن يكون صاحب علم وليس فقط بالقانون، وإنما المرافعة والمذكرة تقدم للمحكمة من نسيج يحيط بها من الآدب والعبارات والحجج والبراهين، وفنون الإلقاء في المرافعة الشفوية، موضحا: متى يعلو المحامي بصوته ومتى ينخفض ومتى يهمس، ومتى يقترب من المنصة ومتى يبتعد، وكيف تنطق الكلمة وغيرها من مبادئ فنون الإلقاء".
وذكر نقيب المحامين: «لعل الأداء في المحاماة أقرب إلى الإلقاء المسرحي ولكن ليس على إطلاقه، بل الإلقاء المسرحي الذي قد يتفق مع ظروف الجلسة والأجواء المحيطة بالمحامي والقضاة الذين يتلقون المرافعة، ويتكاتف في هذه المرافعة عوامل متعددة لا تقتصر على اللفظ والعبارة، وإنما يتساند معهما الإيماءات والإشارات فإن لهما دلالات تُعين على وصول العبارة لوجدان المتلقي وإقناعه بها، وهذا هو علم كبير وفن عظيم».
وأكمل: «أشبه المحامي بأنه يؤدي في المرافعة ما قد يكون أشبه بالمسرحية مع الفارق طبعًا، كما أنه يقوم بكافة الأدوار فيها، فهو مؤلف النص، وهو المخرج الذي يخرج كيفية إلقاء هذه المرافعة، وهو المؤدي الذي يؤديها، كما أن من يظن بأن المحاماة ظاهرة صوتية مخطأ، فمهمة المحامي الإقناعية هي أساس مشروعتيه، وعليه أن يتمكن من حيازة مجموعة عديدة متغايرة ومتباينة من المعارف والعلوم والثقافات إضافة إلى الموهبة التي تنمى بالمران والمداومة، وذلك من حصاد القراءة والمشاهدة والتجربة، فالفارق بين المحامي المتفطن وبين أحادي الناس أنه يتحرك في الحياة ولديه شوق إلى المعرفة».
وأوضح نقيب المحامين: «نحن في المحاماة نسعى في رحاب المحاكم ولا نعرف ماذا سوف نواجه، ولهذا فإن القدرة الناجمة عن حصيلة المعلومات والمعارف قيمة أساسية لمواجهة ما قد يعترضك في ساحة المحكمة، والقدرة على صياغة العبارة، والقدرة على طرح الحجة، وتوليد الفكرة من الفكرة والمعنى من المعنى، وتلك هي العدة الحقيقة للمحامي؛ لا يكون محاميًا إلا بها، ولا يكون محاميًا إلا بآدب المحاماة».