«المونيتور» يشيد باكتشاف مستوطنة مسيحية بالإسكندرية: نقطة جذب لعلماء الآثار حول العالم
أشاد موقع "المونيتور" باكتشاف فريق من الباحثين البولنديين دليلاً على وجود مستوطنة مسيحية مبنية ومخططة بشكل جيد يعود تاريخها إلى القرن السادس في مدينة ماريا الساحلية المصرية القديمة، واصفة المستوطنة المكتشفة بأنها ملتقى الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية ونقطة جذب للعديد من علماء الآثار حول العالم.
ولفت الموقع إلى أن المستوطنة تم اكتشافها على طول بحيرة مريوط على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب غرب الإسكندرية على بعد أميال قليلة جنوب البحر الأبيض المتوسط وتحديداً بالقرب من قرية الحوارية الحالية.
ووفقا للموقع، قال بعض علماء الآثار، ضمن فريق الباحثين البولنديين، إن المستوطنة بها مبنى تم استخدامه من قبل المسيحيون في الحج إلى منطقة أبو مينا، قديس من عصر الشهداء، أحد شهداء الدفاع عن المسيحية فى أوائل القرن الرابع الميلادى ٣٠٩م، ، حيث أكد علماء الآثار أيضا أن المستوطنة المسيحية التي تم اكتشافها وتمت دراستها تبلغ مساحتها حوالي 33 فدان.
ثورة في فهم مدينة ماريا القديمة بالإسكندرية
ونقل الموقع عن عالم الآثار البولندي ماريوس جوايزدا قوله إن هذا الاكتشاف "أحدث ثورة في فهمنا" لمدينة ماريا القديمة ، التي تأسست بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد.
وتابع “يبدو أن المستوطنة المسيحية كانت عبارة عن منطقة حضرية كثيفة بدون أسوار دفاعية، وكانت جيدة التخطيط ولم يتم بناؤها حتى النصف الثاني من القرن السادس، وذلك نظراً لأن نظام البناء المعياري كان في ذلك العهد يتكون من طابق واحد فقط أي أن كل المخططات التي يتم بناؤها في ذلك العهد كانت عبارة عن مخططات أرضية بأحجام ثابتة بقياس 14 متر في 10 أمتار، حيث بلغ طول الوحدات المستطيلة المجاورة 260 متراً وتضم مساكن ومتاجر”.
نقطة جذب لعلماء الآثار
ولفت الموقع إلى أن اكتشاف المدينة المخططة أو المستوطنة المسيحية بمثابة "نقطة جذب" لعلماء الآثار لأن الرومان قاموا بتشييد الكثير من المباني في مصر ولكن كانت جميع المباني بمثابة مخططات أرضية.
ونقل عن عالم الآثار البولندي ماريوس جوايزدا قوله عن هذا الاكتشاف: “كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا، لأن مدناً جديدة لم تكن تُبنى في مصر في ذلك الوقت”.
وأضاف أن المستوطنة المسيحية على الأرجح تم بناؤها على ما كان كرماً رومانياً، وشُيدت كاتدرائية المجتمع على موقع كنيسة سابقة والتي تم بناؤها على أرض كانت بمثابة ورشة لصنع الأواني وصنع النبيذ، وذلك وفقًا للعصور القديمة وما تقوم بفعله في ذلك الوقت.
من جانبه، قال عالم المصريات ومير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبد البصير في تصريحاته للمونيتور: “المستوطنة المكتشفة حديثاً تكمن في كونها ملتقى للحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية، كما أن إنتاج النبيذ في المنطقة سمح بالتبادل التجاري والثقافي، وأدى ذلك إلى ظهور مستوطنة ومبان كبيرة مما يؤكد عظمة هذا الموقع في الماضي”.
فيما قال دكتور بسام الشماع، مؤرخ وعالم مصريات، لـ "المونيتور": "تأتي أهمية الاكتشاف من حقيقة أنه يكمل الرسم البياني لتاريخ المدن ، بدءًا من أقدم الأماكن التي عاش فيها البشر ، مثل طيبة، في العصر الفرعوني وصولاً إلى الإسكندرية التي بناها الإسكندر المقدوني الأكبر ".
توسيع المعرفة عن مصر وحضارتها
وأوضح أن الاكتشافات مهمة لأنها تساعد في توسيع المعرفة عن مصر وحضارتها، قائلا إنه على الرغم من البحث المكثف في اكتشافات المومياوات وأجساد الملوك، “ما زلنا لا نعرف الكثير عن الحياة اليومية وعادات الناس في هذه العصور القديمة في مصر القديمة ، والكثير منهم حريصون على معرفة المزيد عن ذلك”.
وقال عبدالبصير إنه من المهم الترويج للاكتشاف في الولايات المتحدة وأوروبا والدول التي تعتنق المسيحية، "مما سيساهم في جلب السياح من تلك الدول للتعرف على المسيحيين الذين يعيشون في مصر".
فيما قال الشماع إنه يعتقد أنه سيكون من المهم إدراج المستوطنات الحضرية في برنامج السياحة في البلاد حيث سيكون السائحون مهتمين بزيارة الموقع.