جزائريون يتحدثون لـ«الدستور» عن كارثة حرائق الغابات
تواصل السلطات الجزائرية بذل الجهود لمنع حرائق غابات ولاية «تيزى وزو» من الانتشار، وللبحث عن المتسببين فيها بعد ترجيح كفة وجود شبهة جنائية، وتعيش الدولة الشقيقة حاليًا فى حالة حداد تستمر ٣ أيام على ضحايا الحرائق من المدنيين والعسكريين.
وقال روبعى نصرالدين منير، رئيس المنظمة الوطنية للتنمية الاقتصادية فى الجزائر، إن الحرائق أثّرت على حياة المواطنين الجزائريين، خاصة فى القبائل، مشددًا على أنه «لا بد من القبض على المتورطين فى هذه الجريمة، وتشديد العقوبات».
وأضاف «منير»: «قبل حدوث الحرائق بأيام جرى الإعلان عن أن البلاد ستعانى من موجة حر قاسية.. كنا نظن أن ارتفاع درجة الحرارة هو السبب الوحيد، لكن تصريحات المسئولين أشارت لحدوث فعل إجرامى، لأنه جرى إشعالها فى مناطق مختارة بعناية بحيث يصعب التحكم فيها ويصعب الوصول لإخمادها».
وواصل: «نحن أمام مجموعة إجرامية استغلت الأوضاع المناخية لتنفيذ أجندتها»، لافتًا إلى أن الإجراءات التى اتخذتها السلطات للسيطرة على الحرائق تضمنت توجيه عتاد الجيش الشعبى الوطنى للمساهمة فى إخماد الحرائق، إضافة للموارد المتوافرة لدى الحماية المدنية، وإجراء اتفاق تجارى مع الاتحاد الأوروبى من أجل استغلال طائرتىّ إطفاء فى عمليات المكافحة».
وذكر أن الحرائق أسفرت عن مصرع عدد كبير من عناصر الجيش والمواطنين، فضلًا عن احتراق الأملاك، مؤكدًا: «فيما يخص طلب المساعدات أثناء الكوارث، فالأصل أن تبادر الدول الشقيقة والصديقة بتقديم يد المساعدة لا أن تنتظر أن يُطلب منها ذلك».
وأشار إلى أن قانون الإجراءات الجزائية الجزائرى يحتوى على العديد من القوانين الرادعة، لكن لا بد من تشديد العقوبات، متوقعًا السيطرة على الحرائق خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جانبه، قال محفوظ شخمان، المحلل السياسى الجزائرى، إن الحرائق التى تشهدها الجزائر حاليًا غير مسبوقة وليست نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لكن يقف خلفها جهات إجرامية ومجهولون.
وأضاف: أن الحرائق المندلعة فى البلاد جاءت بعد شهر من حرائق ضربت ولاية خنشلة، التى دمرت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضى الزراعية، بخلاف الخسائر المادية الأخرى.
وكشف عن أن حرائق ولاية «تيزى وزو» تطرح علامات استفهام كبيرة، لأنها كانت كثيرة جدًا وعلى غير العادة، مشيرًا إلى أن كل جبال «تيزى وزو» آهلة بالسكان، أى أن كل القرى تقع فى وسط الغابات وتحيط بها تضاريس وعرة جدًا تعوق وصول قوات الحماية المدنية والقوات التى تشارك فى عمليات السيطرة على الحرائق إليها.
وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من السكان والمواطنين بالمناطق التى شهدت الحرائق يرون أن أيادى إجرامية ومنظمات مشبوهة تقف وراء هذه الحرائق، وهو الموقف نفسه الذى يتبناه رئيس الوزراء ووزير المالية، أيمن بن عبدالرحمن، الذى أكد للتليفزيون الجزائرى أن التحريات الأولية أثبتت أن الحرائق بفعل فاعل، وطالت ١٨ ولاية.
وقال «شخمان» إن هناك موقوفين يشتبه فى تورطهم فى إشعال الحرائق، ويتم التحقيق معهم حاليًا من قبل الأجهزة القضائية والأمنية المختصة، لافتًا إلى أن الخسائر نتيجة الحرائق فادحة، سواء فى الممتلكات أو الأرواح، بجانب تضرر الثروة الحيوانية ونفوق الكثير من رءوس الماشية، إضافة إلى الأضرار البيئية الجسيمة.
وشدد على أن هناك تضامنًا كبيرًا جدًا من كل الولايات لدعم المناطق التى طالتها الحرائق، حيث وصلت آلاف الشاحنات المحملة بالمؤن والمواد الغذائية والطبية ووسائل الإعاشة لدعم المتضررين.
وذكر أن أفراد الجيش تدخلوا منذ الساعات الأولى لوقوع الحرائق وسقط ضحايا فى صفوفه، وانضمت خلال الساعات الأخيرة وحدات كبيرة من الناحية العسكرية الأولى للمساعدة فى مواجهة النيران، مؤكدًا أن الدولة ستخرج من هذه المحنة كما خرجت من عشرية الإرهاب السوداء.
وقال طاهر علال، مقيم بولاية البليدة، إن الوضع مأساوى للغاية ولا يملك الجزائريون إلا الدعاء.
وأضاف موصلى عبدالله أن الحرائق لها أغراض سياسية، وأن من نفذها ينتمون لحركات سياسية، وأكد أن الكثير من الجزائريين يشيرون لضلوع حركة «الماك» الإرهابية فى هذه الحرائق.
وأشار إلى أن حركة «الماك» المدعومة من جهات خارجية تسعى بقوة لشق الصف الوطنى وإشعال الفتن، من خلال تغذية التعصب والتطرف، وترفض أى تقارب أو تآخٍ بين أبناء الشعب الواحد.