الطفلة الزجاجية: نفسي أصبح طبيبة لأساعد من يعانون من نفس مرضي (فيديو)
عندما تنظر إليها قد تظنها طفلة، يحملها والدها، أو صحباتها، عندما تقوم بالذهاب إلى المدرسة، أو نقلها إلى أى مكان آخر، وذلك خوفاً عليها من تكسير عظامها، لم تيأس من مرضها تفوقت في دراستها، وحصلت على شهادة الإعدادية بمجموع 260 من 280 على الرغم من غيابها عن الدراسة فى آخر شهرين نظراً لوضع قدمها فى الجبس، تعاني من مرض عمامة يسمى «الطفل الزجاجي» لم يستسلم والدها ذلك الأب الذي رفض تلقي أي مساعدة، ولم ييأس عندما صرح له أحد الأطباء أن عمر نجلته قصير ولا يوجد علاج لمثل الحالات المرضية.
وقرر الأب السعي وراء علاج نجلته، وكان يراقبها يوم بعد يوم وهي تكبر فىي السن، أما الجسم كما هو طفلة لكل من ينظر إليها، ولكن شاءت الأقدار أن تصبح الدكتورة سميحة كما يطلق عليها الأهالي بالقرية والمدرسين، وجميع أصدقائها، من المتفوقين دراسياً ودينيا فحصلت على مجموع 260 فى الشهادة الإعدادية لتنتقل إلى الصف الأول الثانوي، وتحفظ 6 أجزاء من القرآن الكريم، وكل أمانيها أن تكون طبيبة في علم الوراثة لكى تستطيع أن تعالج نفسها والمساعدة فى علاج الحالات المماثلة لها، قائلة: “الدكتور مش بيقولى كل حاجة عن مرضي، وبيقولي لما تصبحي دكتورة هتعرفي كل حاجة”.
«الدستور» انتقلت إلى قرية تلبقا التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، لرصد هذه القصة.
فى البداية تقول الطفلة الزجاجية سميحة أحمد جاد، الطالبة بمدرسة الطود الثانوية، تغلبت على مرضي بالصبر والعزيمة والإصرار لكي أثبت لنفسي قبل الآخرين أنني أستطيع فعل ما يعجز عنه الأصحاء، قمت بتركيز كل تفكيري فى تحقيق أمنية حياتي الوحيدة وهي أن أصبح طبيبة فى علم الوراثة، حتى أستطيع القيام بمساعدة كل المتألمين من نفس مرضي.
وتضيف الطفلة الزجاجية، أن طبيبها الخاص يقوم بتشجيعها لكي تتفوق في الدراسة حتى تصبح طبيبة فى علم الوراثة، وتحقق أمنيتها، مؤكدة أن العلم والمذاكرة تستحوذ على كل وقتها حيث تقوم بالذهاب إلى المدرسة بصحبة زميلاتها اللاتي يقمن بحملها لكى تتمكن من الذهاب الى المدرسة، وبعد انتهاء اليوم الدراسي، تقوم بالرجوع إلى المنزل، حتى تستطيع مراجعة جميع الدروس التى تلقتها فى المدرسة.
وأكدت الطفلة الزجاجية سميحة، أنها تتقدم بكل معاني الشكر لمدرسيها فى جميع المراحل التعليمية السابقة خاصة أنهم قاموا بتسوية درجات السلم الخاص بالصعود إلى الفصل، بالكرسي المتحرك لكي تجلس عليه داخل الفصل، تقول: “لا أستطيع الجلوس على التختة المدرسية كما كانوا يقومون بتقديم المساعدة في شرح الدروس في أي وقت”.
ويقول أحمد جاد الموظف بالوحدة المحلية بقرية الطود ووالد الطفلة الزجاجية: “عندما رزقني الله بطفلتي سميحة قمت بالذهاب إلى أحد الأطباء بالقرية لكى يقوم بتوقيع الكشف الطبي عليها، فقال لي أنها غير كاملة النمو، وعمرها فى الدنيا لن يتعدى الأسبوع، ولكن بعد مرور الأسبوع وراء الأسبوع قمت بالذهاب إلى دكتور آخر، وقال لى أن سميحة مريضة بمرض الطفل الزجاجي، وهو هشاشة وارتخاء بـ العضلات، لدرجة أن عظامها تتكسر بمجرد الإمساك بها، وهى حالة نادرة ومعروفة طبيا باسم العظم الزجاجى“.
ويكمل الأب أنه عندما كبرت سميحة ووجد لديها الاهتمام بالقراءة والكتابة، قام بإدخالها حضانة القرية وبرغم حالتها كانت قدرتها على استيعاب التعليم كبيرة مشيراً إلى أنها كانت تحصل على أعلى الدرجات فى جميع المواد خلال المرحلة الإبتدائية والإعدادية، وقمت بشراء دراجة نارية “توكتوك“ حتى أستطيع توفير الراحة لها فى ذهابها إلى المدرسة والدروس.
بينما تقول “نهلة” والدة الطفلة الزجاجية أن نجلتها لديها الكثير من المواهب، فهي تقوم فى أوقات فراغها بالرسم، وحصلت على شهادات تقدير لتفوقها فى الرسومات التي تعبر عن جمال الطبيعة، مشيرة إلى أن سميحة تقوم بالمذاكرة ليلا فقط لأنها لا تحب الضوضاء.
وأكد والدة سميحة أن حلم حياتها أن تحقق نجلتها حلمها أن تصبح طبيبة فى علم الوراثة لكى تستطيع مساعد الأطفال الذين يعانون من نفس المرض.