«وول ستريت جورنال»: إثيوبيا تنفذ عمليات انتقامية ضد الأقليات في تيجراي
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الحرب في إقيلم تيجراي، شمال إثيوبيا، تشهد استهداف الأقليات بشكل تعسفي، بجانب الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان الإقليم المحاصر، مشيرة إلى أن العديد من المنظمات الحقوقية أكدت أن السلطات الإثيوبية تشن عمليات انتقامية ضد جميع أبناء وأتباع عرقية تيجراي (التيجرايين) في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء، أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الاعتقالات التعسفية لأبناء عرقية تيجراي منذ أن تعرضت القوات الحكومية للهزيمة في حربها ضد قوات "تحرير تيجراي" خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
وتابعت أن الحكومة الإثيوبية اعتقلت المئات من أفراد واتباع تيجراي واحتجزت بعضهم في معسكرات اعتقال عسكرية خارج المنطقة الشمالية، كما تسارعت وتيرة توقيف أهالي الأقلية العرقية في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وأجزاء أخرى من البلاد، كوسيلة للانتقام منهم بعد أن تعرضت القوات الحكومية لهزيمة مدوية من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في أواخر يونيو الماضي، وفقا لمنظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية وغيرها من الجماعات الحقوقية الدولية والمحلية.
واستنكرت الصحيفة إعلان الحكومة الإثيوبية، في بيان لها الثلاثاء الماضي، إلغاء قرارها الأحادي السابق بوقف إطلاق النار في تيجراي، الذي أصدرته في يونيو الماضي بعد سحب قواتها من تيجراي، ودعوتها جميع "المواطنين المؤهلين والبالغين" للانضمام إلى الجيش والمشاركة في الصراع رغم الأزمة الإنسانية المتزايدة التي يعاني منها الإقليم الشمالي.
واعتبرت الصحيفة أن "الدعوة لحمل السلاح من شأنها أن تنذر بوقوع أعمال عدائية جديدة في المنطقة وما بعدها"، حيث من المتوقع أن هذا البيان سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع الذي دخل شهره التاسع وأودى بحياة الآلاف من المدنيين، في تجاهل واضح لدعوات إرساء السلام ووقف الحرب في تيجراي في ظل تفاقم الأوضاع الصعبة وغير الإنسانية التي يعيشها الإقليم الشمالي.
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحد، يواجه 300 ألف شخص الآن "مستويات طارئة" من نقص الغذاء في منطقتي عفار وامهرة، كما قال مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في تيجراي، في بيان إن المدنيين في هذه المناطق "يقتربون بشكل متزايد من المجاعة نتيجة للصراع".
وشن النظام الإثيوبي في نوفمبر من العام الماضي حربا ضد قوات جبهة تحرير تيجراي الشعبية التي تسيطر على تيجراي، وفي الأسابيع الأخيرة، امتد القتال إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، ما أدى إلى نزوح حوالي 170 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة.