رجال الإنقاذ يتحدثون لـ«الدستور» بعد تزايد حالات الغرق في الشواطئ
خلال الفترة الماضية لجأ المواطنين إلى المدن الساحلية والشواطئ لاسيما مع اشتداد موجة الطقس الحار، فيما انطلقت مبادرات خيرية للتوعية بشأن حوادث الغرق وكيفية تنفيذ عمليات الإنقاذ خاصةً مع وقوع عدد من حالات الغرق، ما أدى إلى ضرورة تدشين مبادرات الإنقاذ والتعامل مع الغرقى.
ومؤخرًا لقى شاب يدعى إبراهيم.ا 35 سنة مقيم قرية خلوة ريشه مركز طنطا بمحافظة الغربية، حتفه غرقا بأحد شواطئ محافظة الإسكندرية، بعدما تدخل لإنقاذ طفل من الغرق، وتوفى أثناء محاولته إنقاذ الطفل.
ولم تكن تلك حالة الغرق الفردية الوحيدة التي شهدتها شواطئ المحافظات، إذ لقي شاب يُدعى محمد م أ، يبلغ من العمر 17 عام، مصرعه غرقًا فى قرية بيانكى في محافظة الإسكندرية بالكيلو 450 بالقرب من نادى الشرطة بالعجمى، وأجرى رجال الإنقاذ تمشيط المنطقة لانتشال الجثمان.
وكان من المتوقع أن تكون الجثة قد وصلت إلى شاطئ النخيل بسبب اتجاه الرياح خلال تلك الفترة، وكان فريق غواصين الخير قد تطوع للبحث في البحر عن الجثمان.
وقال إيهاب المالحي، قائد فريق غواصين الخير بالإسكندرية، إنه تم توجيه 3 عربيات تحمل 12 فرد من غواصين خير إلى شاطئ النخيل، من أجل البحث عن الشاب إلا أنه لم يتم العثور على جثمان الغريق.
وتواصلت "الدستور" مع رأفت حمزة، أستاذ مساعد بقسم الرياضات المائية جامعة الإسكندرية ومدرب دولى لدى الاتحادين المصرى والدولى للغوص والإنقاذ، والذي أكد أنه منذ بداية موسم الصيف وإقبال المصطافين على الشواطئ في محافظة الإسكندرية فقد تم تدشين العديد من المبادرات التوعوية بشأن إنقاذ الغرقى وأيضًا لتجنب وقوع حوادث الغرق.
وأوضح حمزة إلى أنه يُجرى تدريب المواطنين على مهارات الإنقاذ العامة للتعامل مع حالات الغرق، مشيرًا إلى أن يتم إمداد الجميع بكل جديد فى عمليات الانعاش القلبى الرئوى للأعمار السنية المختلفة مع توضيح كيفية الكشف والتشخيص الصحيح للغرقى ليلقوا عمليات الإسعافات الأولية بشكل صحيح.
وناشد أستاذ الرياضات المائية المواطنين بعدم خرق قوانين استخدام الشواطئ بالنزول فى غير ساعات العمل الرسمية للشواطئ، مؤكدًا على ضرورة الامتثال لتعليمات طاقم الإنقاذ وعلامات ورايات حالة البحر والمراقبة الحسيسة للأطفال تحت السن لأن حماية أرواحهم مسؤلية ذويهم وفق القانون.
محمد عوض، أحد كبار الغواصين في مصر، كشف في حديثه مع “الدستور” أن هناك من التحديات والمعوقات التي تواجه الغواص داخل المياه؛ أوضح مدرب الغوص أنه في أوقات كثيرة لم تفهمها أو تستوعبها أسر الضحايا بقدر كافي، إذ أن كل ما يريده أسرة الغريق في ذلك الوقت هو إيجاد الجثمان وانتشاله لإتمام عملية دفنه.
وتابع عوض، أن ذلك يظهر بوضوح على شكل استفسارات وتساؤلات ترتسم على وجوه ذوي الضحايا، إذ يأبى عقلهم في الوقت الحالي تصديق أو رؤية أي شيء سوى البحث عن فقيدهم، ونحن كغواصين نعلم أن نزولنا البحر من الممكن أن يكون غير مجديًا في بعض الأوقات وعلى الرغم من ذلك نحاول ونعرض حياتنا للخطر من أجل جبر خواطر أهالي الضحايا.