رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا المتحف الكبير.. «مركب خوفو» يودِّع مكان اكتشافه بمنطقة الأهرامات منذ ٦٧ عامًا

المتحف الكبير
المتحف الكبير

أكد اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف الكبير، مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان فى خطة نقل مركب خوفو، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، التى تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئته دون تفكيك، لمكان عرضه الجديد بالمتحف المصرى الكبير، مشيرًا إلى تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال؛ لضمان وصوله بأمان لمقره النهائى بالمتحف الكبير. 

وانطلقت، مساء اليوم، من منطقة آثار الهرم أكبر عملية نقل أثر على مستوى العالم، وهو مركب خوفو الأول، الذى عثر عليه عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفه بالمنطقة الأثرية، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد.

وقبل عملية النقل تم التأكد من كفاءة العربة الذكية، التى جاءت من بلجيكا خصيصًا لتلك المهمة، وقدرتها المتميزة على المناورة والتكيف مع مصاعب الطرق، وتم بناء هيكل حديدى واق للمركب، تم تركيبه حوله، وهو أشبه بحاوية معدنية، تم وضعها على قضبان للحركة، التى تسمح بوضع الهيكل على العربة الذكية متعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل. 

ودخلت العربة مبنى متحف مركب خوفو، وقامت برفع نفسها وتحميل الهيكل الحديدى ثم خرجت عبر الجسور الرملية والكبارى المعدنية الستة التى تم بناؤها خارج وداخل مبنى المتحف لتسهيل حركتها. 

من جانبه، قال الأثرى أشرف محيى الدين، مدير عام منطقة آثار الهرم، إنه تم غلق متحف مركب الملك خوفو بالمنطقة منذ أغسطس ٢٠٢٠، استعدادًا لعملية نقل المركب للمتحف الكبير. 

وأضاف: «عقب عملية النقل سيتمكن السائحون من رؤية أضلاع الهرم الأكبر الأربعة، حيث إن مبنى المتحف ساعد فى إخفاء الضلع الجنوبى للهرم»، كاشفًا عن إعداد مكان حفرتى المركبين «الأول والثانى» كمتحف مفتوح يزوره السائحون وتوفير نبذة تاريخية عن تاريخ اكتشاف المركبين وأهميتهما عند المصريين القدماء. 

وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ قد أعلن، فى ٢٦ مايو عام ١٩٥٤، عن اكتشاف حفرتين لمركبين من مراكب الملك خوفو، التى سميت بـ«مراكب الشمس»، وعثر عليهما فى الجهة الجنوبية للهرم الأكبر.

وعمل كمال الملاخ والمرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأول، الذى خرج إلى النور بعد أن مكث فى باطن الأرض ما يقرب من ٥٠٠٠ سنة، ويعرض فى متحف خاص به بمنطقة آثار الهرم منذ عام ١٩٨٢. 

وتعد عملية نقل مركب خوفو، التى استغرقت نحو ١٠ ساعات، إنجازًا عالميًا جديدًا يضاف لإنجازات مصر الضخمة التى تحققت فى الآونة الأخيرة، والتى تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوى فى التاريخ بهذا الحجم. وتعرض الفكرة للواء عاطف مفتاح، الذى عرض فكرة النقل على الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ٢٨ مايو ٢٠١٩، نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- الذى تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد فى إخفاء الضلع الجنوبى للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصرى للمنطقة الأثرية. 

ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضًا وجوده فى مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفى المتميز، الذى يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلًا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التى تسمح باستقبال ذوى القدرات الخاصة.

وسيعرض مركب خوفو الأول فى متحف مركب الشمس بمسطح ١.٤ ألف متر مربع، والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفى، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف المصرى الكبير، التى سيعرض فيها أيضًا مركب الملك خوفو الثانى.