من عصر الولاية إلى الاستقلال الوطني على طاولة «مكتبة القاهرة الكبرى»
تستضيف مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك٬ في السادسة من مساء الأربعاء الموافق 11 أغسطس الجاري٬ لقاء مفتوح وحلقة نقاشية حول كتاب "رحلة القاهرة المحروسة من عصر الولاية إلى عصر الاستقلال الوطني"٬ للباحث الدكتور طارق والي٬ ويناقش الكتاب كل من: دكتور سيد التوني أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة٬ دكتور سامح العلايلي عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق٬ والمؤرخ الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة٬ ويدير اللقاء ياسر مصطفى عثمان مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى.
ويعرض كتاب "رحلة القاهرة المحروسة من عصر الولاية إلى عصر الاستقلال الوطني"، لرحلة القاهرة الممتدة والمتتابعة، وخلال هذه الرحلة هناك محطات أو وقفات أو أحداث بعينها فاصلة في دور المدينة ووجودها وحالتها سواء كانت تلك الأحداث محلية أو إقليمية أو عالمية؛ وعلى سبيل التوضيح وليس الحصر نحدد هنا أربع محطات أو حلقات في سيناريو تتابع رحلة المدينة، أحداث لها دورها في تشكيل مورفولوجية القاهرة وهي أحداث محورية في تاريخ مصر والمنطقة والإقليم عامة، وبالتالي المدينة والمجتمع: سنة 1258 كان التحول سياسي في حكم مصر وانتهاء دور الخلافة العباسية العربية ولم يبق منها إلا الصورة الرمزية التي احتضنتها القاهرة لصبغ حكم المماليك بشرعية مفقودة، وتنامى دور القاهرة السياسي منفردة في المشرق العربي لتصبح عاصمة الشرق مع انقسام الأمة إلى قوميات وأقاليم كان المشرق العربي إحداها وعاصمته القاهرة.. انفتاح إقليمي على المشرق العربي..
يتابع مؤلف الكتاب دكتور طارق والي في مقدمته للكتاب: سنة 1517 كان سقوط دولة المماليك ونهاية الخلافة العربية رسميًا، وانتقال الخلافة إلى الاستانة وقيام الخلاقة العثمانية التركية لتحل مكان الخلافة العربية، وتتحول مصر إلى ولاية تابعة للخلافة الجديدة وأسست القاهرة عاصمة الولاية.. انحسار إلى دور محلي ضمن الخلافة التركية.
سنة 1798 كانت الحملة الفرنسية على مصر ونزعاتها العسكرية والاستشراقية، وتوالدت عندئذ النزعات الاستقلالية مع محمد علي باشا وكانت الريادة مع النخب المصرية في القاهرة.. وحينها كان للقاهرة دورًا مغايرًا تتنازعها جذورها الإقليمية وانتماءاتها العربية، وتطلعات حكامها الأوروبية في الغالب، وكانت الذروة مع مرحلة ولاية إسماعيل باشا ومن بعده توفيق والانتهاء بالاحتلال العسكري الإنجليزي سنة 1882.. تبعية حضارية للغرب الأوروبي.
سنة 1923 تنامت الحركة الوطنية المصرية نهاية القرن التاسع عشر من العرابيين والتنويرين أمثال الشيخ محمد عبده وآخرين، ومع مطلع القرن العشرين كان تصاعد الحركة الوطنية المصرية والروح الليبرالية في القاهرة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الخلافة العثمانية التركية تولدت الدول القطرية في الشرق فيما يشبه الاستقلال الوطني، وتحولت مصر من ولاية عثمانية إلى دولة قطرية لها وجودها المستقل أسميًا وإن كانت تحت نير السيطرة الأوروبية.
سنة 1952 مع ثورة 23 يوليو وتنامى التيارات القومية أصبحت القاهرة مركز ونقطة جذب متفردة بموروثها التاريخي والحضاري وقدراتها في قلب الإقليم العربي باختلاف تياراتها … تنامى دور وطني والعودة لريادة عربية..
ويستعرض الكتاب رحلة القاهرة المحروسة من عصر الولاية وصولًا إلى عصر الاستقلال الوطني وذلك في ستة أبواب في سياق زمني متتابع.