صحيفة أمريكية: تصاعد التوترات بين الحكومة الإثيوبية والوكالات الإنسانية الدولية
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن جثث المدنيين في تيجراي التي كانت تطفو فوق الحدود مع السودان يعيد للذاكرة فظائع الإبادة الجماعية في دولة رواندا الواقعة في شرق إفريقيا في عام 1994، عندما تدفقت جثث الضحايا أيضًا عبر حدود دولية.
ونددت الحكومة الإثيوبية بالصور التي ظهرت هذا الأسبوع وادعت بأنها مزيفة، والتي دبرها خصومها في تيجراي لتشويه سمعة الحكومة، ولكن قام مسؤول رفيع المستوى بمنظمة إغاثة دولية بكشف الحقيقة، وأكد أنه تم انتشال 40 جثة من النهر بالقرب من الحميرة، وأيد على نطاق واسع الروايات التي قدمها شهود العيان.
وسلط المشهد المروع الضوء على كيفية انتشار الصراع المتسارع في تيجراي، حيث يعيش ما لا يقل عن 400 ألف شخص في ظروف تشبه المجاعة، إلى أجزاء أخرى من إثيوبيا وحتى عبر الحدود الدولية للبلاد.
في الأسابيع الأخيرة، اندلع القتال في منطقة عفار المجاورة لإثيوبيا إلى الشرق من تيجراي، مما أدى إلى نزوح الآلاف من المدنيين، حيث تسعى قوات تيجراي للضغط على الحكومة الإثيوبية بمحاولة قطع طريق الإمداد الأكثر أهمية في البلاد.
وتتصاعد الاحتقانات والتوترات بين الحكومة الإثيوبية والوكالات الإنسانية الدولية التي تحاول درء المجاعة في تيجراي.
وقالت مجموعتان إغاثة رئيسيتان، الذراع الهولندي لأطباء بلا حدود والمجلس النرويجي للاجئين، إن إثيوبيا علقت عملياتها لمدة ثلاثة أشهر.
وفي العاصمة أديس أبابا، قال منسق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الزائر مارتن جريفيث إن الاتهامات الإثيوبية، بأن مجموعات الإغاثة الدولية تساعد قوات تيجراي كانت "خطيرة".
وفي حميرة، حفرت القوات الأمهرية والإريترية الخنادق وحشدت العتاد العسكري واحتجزت مدنيين محليين اتهمتهم بمساعدة قوات تيجراي، بحسب لاجئين وعمال إغاثة.
وقال عدد من اللاجئين إن مقاتلي ميليشيا الأمهرة، المعروفة باسم فانو، أمروا سكان تيجراي بالمغادرة، وقال مسئول الإغاثة إن عدد الذين يعبرون الحدود إلى السودان زاد خمسة أضعاف إلى حوالي 50 في اليوم.
وقال أحد هؤلاء اللاجئين، "إنهم يسيرون من منزل إلى منزل، ويخيفون الناس"، "من الواضح أنه تطهير عرقي".