رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نائب رئيس «مركز الإمارات للدراسات والبحوث»: الإخوان أثبتت فشلها والشعوب ترفضها

جمال سند السويدي
جمال سند السويدي

حذر جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، من خطورة حقيقة جماعة الإخوان وسعيها الدائم لتحقيق هدفها الخبيث بالانقضاض على السلطة والوصول إلى الحكم في أي دولة تنتشر فيها، مشيرًا إلى أنها أثبتت على مدار عقود طويلة استغلالها البيئة السياسية والاجتماعية للمجتمعات العربية لتعزيز تمددهم وتغلغلهم في مؤسسات الدولة. 

وأكد "السويدي" خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء استعرض فيه بشكل مفصل كتابه الجديد "جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة الحسابات الخاطئة"، أن الأحداث الأخيرة التي شهدها العالمَين العربي والإسلامي أثبتت فشل الجماعة وتراجع معدلات شعبيتها، بل وانهيارها بشكل واضح في السنوات القليلة الماضي.

وأشار السويدي، المفكر والكاتب والخبير الاستراتيجي، إلى أن كتابه يقم دراسة معمقة لتجربة جماعة الإخوان الإرهابية في دولة الإمارات، كاشفا عن أن ما قامت به حكومة الإمارات في التعامل مع خطر الجماعة بين عامي 2011 و2013، عندما حاولت الجماعة الاستيلاء على الحكم والسلطة في الدولة، قد جاء في الوقت المناسب، وأن الحكومة لو كانت تأخَرت سنة واحدة لكانت الجماعة قد استولت على زمام الأمور في الدولة.

 

- تجربة الجماعة في مصر

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي، أن رفض الشعوب التام إلى جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي من الأمور التي ساعدت على القضاء سريعًا عليهم وإعاقة انتشارهم مشيدًا بتجربة مصر في الإطاحة بالجماعة، لافتًا إلى أن حكم "الإرهابية" في مصر انطوى على فشل جليّ؛ وهو التجربة السياسية الوحيدة للجماعة التي أُسدِل الستار عليها نهائيًا.

وتابع "لا شك في أن تجربة حكم جماعة الإخوان في مصر تحديدًا؛ وما آلت إليه الأمور، تفرز نتائج بعيدة المدى بالنسبة إلى مسيرة الجماعة؛ كون هذه التجربة قد حدثت في الدولة التي شهدت تأسيس الجماعة الأم وتمدُّدها؛ ومن ثم انتشرت في عشرات الدول في العالَمين العربي والإسلامي، فضلًا عن كونها تجربة ذات بعد استثنائي قياسيًا على أنها جرت في أكبر بلد عربي من حيث تعداد السكان."

ولفت الكاتب مستعرضًا فصول كتابه خلال المؤتمر، إلى أن الجماعة كانت تعتقد أنها بإمكانها الإطاحة بحكومة دولة الإمارات؛ مستغلَّة أحداث الربيع العربي في 2011، والاستيلاء على السلطة والحكم فيها، مقتديةً بالجماعة الأم في مصر، ثم تونس؛ مضيفا "اتضح لاحقًا أن هذا اعتقاد واهِم ومستند إلى حسابات خاطئة؛ فقد راهنت الجماعة على الضغط على أبناء الشعوب العربية ولكن فشل رهانهم في نهاية الأمر".

 

-الجماعة ليس لديها أكثر من الشعارات الصوتية 

وخلص "السويدي" إلى أن حسابات الإخوان في الإمارات كانت خاطئة للغاية؛ حيث كانوا يزعمون كذبًا إن للجماعة شعبيةً كبيرةً بين الشعوب العربية، وإنها البديل الشرعي لأنظمة الحكم السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، مؤكدًا أنه ليس هناك من دليل أو برهان على ذلك، بل أظهر فشلها وإخفاقها في إدارة الحكم مدى تراجع معدلات شعبيتها، بل انهيارها بشكل واضح في السنوات الأخيرة في العالمَين العربي والإسلامي. 

وأوضح الكاتب أن الجماعة لا تملك حلولًا حقيقيةً واقعيةً للمشكلات التي تواجه مجتمعاتها؛ فعلى الرغم من الشعارات الرنَّانة التي تلعب على وتر التديُّن الظاهر في المجتمعات العربية والإسلامية، مثل شعارها المشهور "الإسلام هو الحل"، ومحاولة تصويرها كأن لديها مشروعات وخططًا واستراتيجيات لتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية، مثل "مشروع النهضة" الخاص بجماعة الإخوان المصرية؛ فقد أثبت الواقع أنها ليس لديها أكثر من الشعارات الصوتية، وأن هذه الخطط والمشروعات لا تخرج عن كونها ملامح عامَّة وشعارات خطابيّة لا تصلح إلا أن تكون عناوين للصحف والمجلات.