تجارة الخيل العربي الأصيل: تهديد بالضياع والسبب مجهول
كانت تجارة الخيول العربية الأصيلة دائمًا ما تقتصر على الأثرياء وشديدي الحب للخيل وصفاته مثل الكبرياء والصبر والوفاء؛ لكنها أصبحت الآن بيزنس من أجل الربح والعائد المادي لهذه التجارة.
“الدستور” اخترقت هذا العالم، للتعرف على حجم تجارة الخيول في مصر وأهم السلالات العربية الأصيلة وأشهر مناطق تربيتها؛ ودور الدولة في حماية الخيول العربية المصرية الأصيلة من الإنقراض وعودة هذه الخيول لتصدر المشهد العالمي من جديد.
في البداية التقت "الدستور" سعيد شرباش، صاحب أحد مزارع الخيول ومحبيها؛ الذي يقول إن تربية وتجارة الخيول في مصر تعاني من الركود الشديد منذ 2010 حيث لحق بأصحاب مزارع الخيول خسائر فادحة منذ تلك الفترة حتى الآن، فتكلفة تربية الفرس الواحدت تعدى ٣٥ ألف جنيه في السنة ويتم بيعه من 5-10 آلاف جنيه فقط.
وتابع شرباش أن رسوم تسجيل الفرس المولود وإستخراج شهادة ميلاد له وإجراء تحليل DNA لإثبات نسبه وعراقته تتعدى الـ3000 جنيه منها 400 جنيه إخطار ولاده؛ و700 جنيه تحليل DNA و2400 جنيه رسوم تسجيل؛ بخلاف رسوم إستخراج جواز السفر الخاص بالحصان؛ مضيفاً أن الفرس يستهلك بنحو من 2000 إلى 3000 جنيه في الشهر إعلاف وطعام.
ولفت صاحب مزرعة الخيل إلى أن هناك أنواع تتعدى قيمتها 100 ألف دولار وأنواع أخرى اصل لمليون دولار وهي بتكون أنواع نادرة جداً؛وعن أنواع الخيل يقول شرباش أنه تنقسم إلى 3 أنواع؛ أولها خَيل السبق ويحتاج تدريب يتجاوز العام؛ ثانياً خَيل الرقص ويحتاج لتدريب يتجاوز العام بتكلفة تتعدى 25 ألف جنيه ويتم بيعه في حدود 100 ألف جنيه أو 300 ألف جنيه؛ وفِي كثير من الأحيان لا تستجيب معظم الخيول لتدريبات الرقص حيث يستجيب نحو خمس أحصنة من أجمالي 100 حصان.
يضيف أن النوع الثالث من الخيول وهو الأعلى سعراً هو خيل مسابقات الجمال والذي يتراوح سعره من 100-150 ألف جنيه؛ موضحًا أن أشهر السلالات العربية المصرية الأصيلة في مصر من الخيول هي العبيان والصقلان والدهمان وهدبان والكحلان.
وكشف تقرير رسمى حديث، أصدرته وزارة الزراعة، أن إجمالى عدد الخيول العربية فى مصر يبلغ 10 آلاف و 241 رأس من الخيول العربية.
وأوضح شرباش أن أول برنامج منظم لتربية الخيول في مصر كان على يد أحمس الأول لإنتاج خيول بمواصفات معينة لجر العرباتالحربية؛ ثم حدث الأهتمام الأكبر من أحمد أبن طولون وإنشاء إسطبلات الجميزة والطرمة ثم أسطبل شبرا على يد محمد علي باشا؛ ذاكراًأن أغلى فرسة في التاريخ اشتراه محمد بن طولون ب 80 الف دهبة وضايعة "( قطعة من الأرض)؛ لتأتي في المرتبة الثانية من حيث السعرالفرشة التي أشتراها عباس باشا حاكم مصر ب 4 الاف دهبة وتساوي حاليا 4 مليار جنيه من الامام فيصل ابن ترك.
ويبلغ عدد المربين في مصر 1900 فرد تقريبًا، يمتلكون نحو 1100 مزرعة خيول عربيه أصيلة، وبالرغم من الخسائر الفادحةالتي تكبدها أصحاب هذه المزارع الإ أن عشق المربيين لخيولهم هو الدافع الوحيد في الاستمرار فى تربية الخيول العربية.
من جانبه، يقول محمد حسين، أحد مربيين الخيول، صاحب مزرعة للخيل العربي الأصيل بمحافظة الشرقية؛ إن تربية الخيول لم تعد مثلسابق عهدها لوقف التصدير للخارج والذي يعود لتطعيم الخيول بمصل مضاد لـ6 أمراض بدلاً من مصل الإنفلونزا العادي، وكان أول فرسيتم تطعيمه بهذا المصل فرس كان معداً للسفر إلى فرنسا، وتم سفره قبل تماثله للتعافي من آثار المصل لتظهر عليه أعراض ستة أمراض، مانتج عنه قراراً جائراً بعد ذلك بحظر تصدير الخيول من مصر.
ويعلق دكتور صلاح الدين فتحي مدير محطة الزهراء لتربية الخيول؛ أنه منذ أختمام الدولة بملف الخيول المصرية العربيةالأصيلة وهناك طفرة في إنتاج الخيول الأصيلة العريقة حتى الجيل السابع حيث وفرت الدولة من خلال وزارة الزراعة أجود أنواع الأعلافالتي يتم أنتاجها خصيصا. لمحطة الزهراء والتي تساعد بنية صحية لجسم الأحصنة.
ولفت مدير محطة الزهراء للخيول في حديثه لـ"الدستور" إلى أن الاهتمام ساعد على تطوير المحطة حيث وصل عدد الخيول بها 532 فرس منهم 208 فرسة منتجة و123 حصان ذكر؛ ونحو 49 طالوقة ؛ و152 فرسة أنثى كما يوجد نحو 147 فرسه حامل سيبدأن ولادة ديسمبرالمقبل.
وعن فتح باب التصدير لإنتعاش حركة تجارة الخيول، يقول صلاح الدين ؛ إنه لا بدّ من إثبات خلو مصر من طاعون الخيل وفقاً لقرار الاتحاد الأوربي، موضحًا أن ذلك سيساعد على زيادة دخل المحطة الحالي الذي يتراوح من 700 - 800 ألف جنيه شهريًا، فالتصدير سيضاعف الدخل.