«تؤصل مفاهيم المشاركة الإفتائية».. تفاصيل 3 ورش عمل بمؤتمر الإفتاء
تطلق دار الإفتاء المصرية، غدا الاثنين، مؤتمر الأمانة العامة السادس لدور وهيئات الإفتاء في العالم: «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون»، من الفعاليات والنشاطات وما تصدر عنه من القرارات والإنجازات ما لا يشاركه مؤتمر من نظرائه من حيث الفعاليات والمؤتمرات، وتجد فيه من الدوي والثمرات ما يتميز به مؤتمر الإفتاء تميزًا نوعيًّا يجعل منه حدثًا محليًّا عالميًّا مشاركًا ومنافسًا ومكملًا.
ويشارك في المؤتمر نحو 85 دولة حول العالم، مِنَ العلماءِ والمُفتينَ والباحثِينَ المتخصصينِ مِنْ مُخْتَلِفِ بُلْدانِ العالم، بأبحاثِهمْ ومَا دارَ حولَها مِنْ مناقشاتٍ مهمَّةٍ ومُداخلاتٍ مفيدةٍ.
ويضم المؤتمر مجموعةٌ مِنْ وِرَشِ العملِ، تنعقد على هامش المؤتمر، التي تؤصل وتفعِّل مفاهيم التدريب والمشاركة لتكون أوصل لأهداف المؤتمر ورسالة الأمانة.
فتنعقد الورشة الأولى في المؤتمر حول:" الفتوى والعصر الرقمي.. كيف نقتحم الميدان؟"
وتناقش هذه الورشة كيفية استفادة مؤسسات الفتوى من تكنولوجيا المعلومات، وتقف على أهم البرمجيات اللازمة للمؤسسات الإفتائية لتنفيذ التحول الرقمي، وتعرض لبعض المؤسسات الإفتائية التي نجحت في التحول الرقمي وكيفية إفادتها من هذا التطور في الفتوى وإدارة العملية الإفتائية داخلها.
وتنعقد الورشة الثانية حول: نتائج حصاد المؤشر العالمي للفتوى في 2020/2021م.
وفي هذه الورشة يتم استعراض نتائج التحليل المقارن للسنوات الأربع الماضية من خلال دراسات مقارِنة لقضايا الفتوى، وتقديم رؤى استشرافية تنهض بالخطاب الإفتائي. كما تجري مناقشة المرحلة الثانية من عمل محرك البحث الإلكتروني للمؤشر وقاعدة بياناته، وينتظر أن تخرج الورشة بمجموعة من النتائج والتوصيات التي تسهم حال تطبيقها في تحسين وتطوير العمل في المنظومة الإفتائية.
وتنعقد الورشة الثالثة حول: التعليم عن بُعد.. طريقٌ للتأهيل الإفتائي باستخدام التقنية الرقمية، لتعرض تجربة موقع "إعداد المفتين عن بُعد" التابع لدار الإفتاء المصرية كأول مؤسسة مهنية متخصصة تعمل على إعداد وتأهيل المفتين من خلال الجمع بين التكوين العلمي المتخصص والتدريب العملي على الفتوى ومهاراتها.
وتتوج فاعليات المؤتمر وإنجازاته بمجموعة من المبادرات الإفتائية التي تعد نقلة نوعية في سياق التحول الرقمي داخل المؤسسات الإفتائية وتفعيله في ظل تطوير آليات التعاون والتكامل بينها، وخاصة في مواجهة الجوائح والأزمات، وهي:
• وثيقة "التعاون والتكامل الإفتائي"؛ لتكون أول وثيقة تقرر قيم ومبادئ وضوابط وآليات التعاون والتكامل بين مؤسسات الفتوى.
• وفي سياق المبادرات الدولية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تنشأ مجموعة من مكاتب التمثيل للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء حول العالم.
• وفي سياق المركز البحثي الأول من نوعه في رسالته وطريقة إدارته، وهو مركز سلام صدرت عدة مبادرات وأفكار تفعِّل دورَه كمركز للأبحاث الابتكارية الحيوية.
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء وضعت تصور لبرنامج سلام الأكاديمي، وهو أول برنامج أكاديمي من نوعه في العالم يُتيح المعرفة الأكاديمية بتاريخ الجماعات المتطرفة وسيكولوجيا وسُسيولوجيا التطرف وأهم مصادره، ومصفوفة المغالطات الفكرية التي تستند إليها التنظيمات المتطرفة والتعرف على منهجيات البحث الحديثة في دراسات التطرف وأبرز الاستراتيجيات الوطنية في مكافحته.
ولفت مستشار المفتي، إلى أنه تم الإعداد لإنشاء "الذاكرة الرصدية والمكتبة الإلكترونية لدراسات التطرف"، وهي ذاكرة متعددة اللغات تضم كافة إصدارات التنظيمات التكفيرية والإرهابية المرئية والمقروءة والسمعية، وكذلك كافة الدراسات والكتب والأبحاث والتقارير المتعلقة بظاهرة التطرف والإرهاب؛ مع اتخاذ كافة الإجراءات لعرض محتوى الذاكرة بأحدث طرق العرض التكنولوجية.
وكشف مستشار المفتي عن الإعداد لعقد مؤتمر دولي منتصف ديسمبر حول "التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية واستراتيجية المواجهة".كل هذا في إطار تفعيل مركز سلام لدراسات التطرف الذي سبق إطلاقه في العام الماضي، وهو مركز يعمل على تحقيق شمولية مواجهة التطرف والإرهاب عبر تناول الأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية والفكرية في عملية المكافحة وتقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة وصولًا إلى اعتبار "سلام" مرجعية أكاديمية وفكرية عالمية في هذا الشأن.