«كتابات الفيس بوك» لـ شوقي عقل.. أنشودة البساطة والعشق والحرية
عن "دار ابن رشد" للنشر والتوزيع صدر للكاتب والمفكر “شوقي عقل” كتاب "كتابات الفيس بوك" والذي يقع في ٤٠٤ صفحة من القطع المتوسط والذي يعتبر ، إضافة حقيقية للمكتبة المصرية والعربية فيما يخص أنهار الحكي والسرد بحميمية التقاط تفاصيل الحياة والعيش والترحال وسط عواصف جمة في مسارات السياسي والمجتمعي والفكري والاهم وهو الإنساني والمعيشي.
حيث يدرك الكاتب بعدما يهدف، لمتعة الحكي بطزاجة الحدث الصالح لكل الأزمنة ومراوحات الزمن ودقة التفاصيل الغائرة في أزمنة ولت، بشخوصها الجميلة، سواء تلك الشخوص المعروفين، من قمم الفكر، كالفيلسوف والمفكر الألماني المعروف “إيمانويل كانط”، والشاعر أحمد فؤاد نجم ورفيقه الشيخ إمام وعشرات من مشاهير التفلسف والفكر والفن والإبداع مصرياً وعربي وعالمياً، ومن الطرح الشائك والمغاير رغم بساطته إلا أن" شوقي" الذي يكتب المقال السياسي والقصة ويهوى الموسيقى والفن التشكيلي، يقدم في يومياته " كتابات الفيس بوك" معان جديدة لفنون الحكي الذي يصنع الدفء والونس في ليال مظلمة يكبل فيها الفرد بكآبة اليومي المكرور، من مسئوليات تعرقل نهوضه وحراكه صوب السمو والتفكير بجدية نحو خلقا جديدا من متون ما للفن والأدب وتنسم الجمال وهذا هو المتوفر ببراعة وبفيض من حنكة ورؤيوية مفكر وكاتب قصة ومنظر سياسي .
عتيق أجاد في هذا العمل الذي نشر عبر صفحاته بالواقع الإفتراضي لمدة إثنتا عشر عاماً، نوعا ما حاذق، من ارتباط فن المقال بالمقامة بالعجائبية في الحكي والطرح رغم دقة الوضوح والبساطة وذلك باستدعاء أزمنة وأمكنة تعود لححقبات وعقود الأربعينيات ومن قبلها الثلاثينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات أيضاً، وتك الطفرات النافذة فيما يخص عصور حلمية تمثلت في أسماء باهرة ملأت مصر والدنيا بالفن والأدب والزجل والحب للوطن والحرية، وآمنت بالعدل والحب والجمال سبيلا للرقي والترقي، مبدع القصة المحنك "شوقي عقل"" يكتب بحبر القلب وحجب الدموع وومضات الأسى والشجن بلا أدنى تشاؤم في مستقبل باهرا، سيأت قريباً، ليستظل الحالمون بظله، ففن المقامة أو المقال أو القصة القصيرة أو القصيرة جدا أو حتى الومضة الحسية في غيابات السجون، بنيت في هذا المؤلف بذكاء مفرط حيث انه لا يشغل نفسه بفكرة المظلومية ولا بالتنظير ولا الإصطفاف حول فكرة أوناس أو تيار سياسي تنظيري بعينه، بل يجعل من هارمونيكا حكيه سلاسل، تتأرجع مابين بريق الذهب ونصاعة الفضة_ من فتوحات، تبغي وتهدف بل تؤدي لمتعة القاري المشتبك مع الكتابة فيما يخص، دور الكاتب أو راوي الحكاية مع القاريء ، حيث أن الكتابة هي المتعة المبتغاة، ليس هذا فقط بل أن كل من له وجود سواء بالحدث لتاريخي أو السياسي او حتىى المجتمعي المعيشي، يولج لقلب أية قاريء، مؤمنا بفكرة التوحد مع حياد وتبني حلمه الجماعي في خلاص البشرية من الكدر والقهر والقيود كافة ، يرى في متن " كتابات الفيس بوك" خبرة ومرارات الكاتب مع سنوات الجمر، يوليو 52 وظلا ل يونيو 67 ، وهذا دون الدخول في تبني أو حكي للسياسي او العسكري ألخ ألخ...بل أن بعد الراوي بمسافات بعيدة عن قارئه، مكتفيا بإيصال إشارات بلاغية وتعبيرية، تلميحا وليس تصريحا، حمل الكثير من العقلانية والحسية ودفء الحكي وحميمية البشر وذوي الهمم وأهل البساطة وجماعاتها دون مراوغة ولا انتظارا لحكم ما، لمشتبك أو قارئ يبحث عن ثمة تصنيف للكتابة التي تجعل مستقبل السرد، لابدا في كرسيه، حتى الإنتهاء وإلتهام الكتاب كاملاً، فيرى في جلسته وكأنه قد انتابه حزن ما على الإنتهاء من الكتابة وهجران هؤلاء البشر، الذين يتقافزون في عذوبة سيالة في أنهار كلا من موروث الحكي المصري القديم بمجازاته وعتاقته وتأويلاته وبلاغته، بصدور مكشوفة وجرأة . وحتى فيما يخص تلك التقنية الذكية / العجائبية في كيفية ، أو كيف تم تجميع وتوضيب وتراتبية تلك الكتابات__رغم بساطتها في تقنية تجمع بين فن المقالة والمقامة والحكمة والبلاغة، في كتاب محير في تصنيفه، حتى من قبل أعتى النقاد ليحار القارىء و المشتبك مع النص في تقويمه، كونه مفتونا بالجمال وماخوذا بالنشوى متسائلا، ماذا أراد المؤلف بعد كل هذه المتون والفتنة في السرد والحكي، فلا يجد أكثر ولا أقل من الصمت البليغ الذي يحيل القاريء وأياً كانت ثقافته، بالتوحد مع الكاتب في جنونه وجنوحه وبساطته وعنفوانه وصلابة من تعرض لسيرتهم، بل وقدرتهم على العيش والمواجهة، للظلم في كل صوره على هامش الهامش، في ظلام العوز، مكتفون بالبساطة وصنع منمنمات إنسانية، ستظل وعاء خصيب لا ينضب ستنهل منه كافة الاجيال،. نصوص، " كتابات الفيس بوك" يعتبر شبه سيرة للوطن والكاتب ومجايليه، ومن تأثر بهم وأثروا فيه لتخرج وأنت تغني،( أنا أنطونيو وأانطونيو أنا) وكأنك تشاهد فيلما ما واقعياً يحمل كافة تيارات التنظير والتصنيف وأدوات النقد ومدارسه، كالرومانتيكية وإمتزاجها بالواقعية والحلمية، بل والدفع بهم من خلال موقف ورؤية المؤلف الذاتية التي لا يحسها ولا يلمحها القاريء، ليتجلي بالنص لأعلى ذرى تخص فتنة الحكي وذلك من خفة روح ورشاقة كلا من الكاتب ناقل اليوميات/ والسارد / الراوي .
الكتاب صدر عن دار ابن رشد للنشر والتوزيع وقوامه 404 صفحة من القطع المتوسط.